إذا ركزت نظرك بما فيه الكفاية، سترى وجوه البشر البائسة عالقة خلف الزوايا، في مقصورة أو يعملون في وظيفة أخرى تسرق الحياة منهم. بالنسبة لي أجد ذلك في غاية الخطورة، وقد استطعت استيعاب الأمر. أنا أعلم أن هناك وظائف والناس عليهم القيام بها. ومع ذلك، فقد تبددت حياتي كانسان راشد بسبب تغيير الوظائف بشكل متكرر. ربما كان هذا نتيجة الانخراط المبكر في العمل والحياة منذ سن 18، أو ربما كان لأني حقيقة كنت أحاول أن أجد الوفاء والنجاح في مكان لم يكن من المفترض أن أبحث به عن ذلك.
مر وقت طويل كان هدفي فيه هو البقاء مع وظيفة معينة لمدة خمس سنوات على الأقل – لطالما كان البقاء في وظيفة واحدة مقياساً للنجاح في مجتمعي. ولكن في الحقيقة ما هو النجاح الذي سنناله إذا بقينا في وظيفة لنصف حياتنا، ونحن بائسين؟ ربما كنت قد حصلت على الكثير من المال، ونلت الكثير من الامتيازات والفوائد الهائلة، ولكن هل هذا مهماً إذا كنت قد بددت وقتك وحياتك.
نحن نعيش في عالم من الفرص. حرفيا، كل شيء ممكن. ومع ذلك، هناك تحذير. مطلوب منك أن تضع جهدك في العمل. في حين أن هذا قد يبدو نوعاً من الظلم، وربما كان أكثر من ذلك. لقد سمعنا العبارات “عش أحلامك” و “لا تستلم أبدا”. المعنى الأعمق لهذا يكمن في العمل. لكننا نحذر أن كل الأحلام والخطط والأهداف ستتبدد وتضيع في خضم انشغالك في في أعمال وظيفية تخدم بها الآخرين، دون أن تحقق لنفسك شيئاً مهماً.
في التفاعلات اليومية، أسمع الناس يدّعون أنهم سيصلون إلى أهدافهم في “يوم واحد” أو أنهم سيكونوا بلا ديون في “يوم واحد”. نحن نجلس في أماكننا ونتحدث عن بدء عمل تجاري ليوم واحد، أو الحصول على حياة أو الشعور بالحرية ليوم واحد أو حتى أن نكون في صحة بدنية أفضل ليوم واحد.