قالت تقارير إعلامية إسبانية، إن المغرب يُصرّ على إحياء ملف سبتة ومليلية بين الحين والآخر، من أجل تذكير الإسبان وباقي الأوروبيين، بأن هذا الملف لم يتم حلّه بشكل نهائي، وأنه لن يتوقف عن المطالبة باسترجاع المدينتين إلى حوزته، باعتبارهما أراض مغربية محتلة من طرف إسبانيا.
ووفق ذات المصادر، فإنه بالرغم من جواب الاتحاد الأوروبي الأخير الذي اعتبر فيه بأن سبتة ومليلية حدودا أوروبية، وهو الجواب الذي كان ردا تفاعليا مع مراسلة من النائبين الأوروبيين الإسبانيين عن حزب “سيودادانوس”، مايتي باغاثورتوندا وجوردي كانياس، بخصوص احتجاج مغربي سابق على توصيف سبتة ومليلية بأنهما “حدودا للاتحاد الأوروبي”، إلا أن المغرب ينجح في إبقاء هذا الملف “حيّا” بتلك الاحتجاجات.
ونقلت الصحافة الإسبانية تصريحات سابقة لعدد من الخبراء الإسبان، الذين أكدوا فيها بأن المغرب لن يتخل في يوم من الأيام عن المطالبة باسترجاع سبتة ومليلية، مشيرين إلى أنه توجد شريحة عريضة من المواطنين الإسبان يعتقدون بالفعل بأن سبتة ومليلية هما أراض مغربية ويجب أن تم إعادتهما إلى المغرب.
وفي هذا السياق، يعتقد العميل الاستخباراتي الإسباني السابق، فيرناندو سان أغوستين، أن المغرب لديه خطة لاسترجاع مدينتي سبتة ومليلية المحتلتين إلى حوزته، وسينفذ هذه الخطة في سنة 2030، وفق ما جاء في كتابه الذي نشره مؤخرا تحت عنوان “الغرفة الخلفية لخدمات الاستخبارات”، حيث يتضمن الكتاب فصلا يحمل عنوان “خطة المغرب لسنة 2030”.
ونقلت صحيفة “الإسبانيول” تفاصيل هذا الفصل في حوار مع صاحب المؤلف، حيث تحدث عن مخطط المغرب بتنظيم ما يُشبه “المسيرة الخضراء” إلى سبتة مليلية، حيث سيتدفق الآلاف من المواطنين المغاربة دفعة واحدة إلى المدينتين المحتلتين، عبر وسائل النقل برا، وعبر القوارب بحرا، حاملين الأعلام المغربية ومصاحف القرآن الكريم.
ووفق نفس المصدر، فإن المغاربة سيستخدمون آلات لهدم الأسوار الحدودية بالمعبرين، ثم سيتدفقون بالآلاف إلى داخل سبتة ومليلية، ولن يكون بمقدور الشرطة الإسبانية أو الحرس المدني من التصدي لهم، بالنظر إلى الفارق الكبير في العدد، ثم سيتجه المغاربة إلى المؤسسات العمومية لإنزال الأعلام الإسبانية ورفع الأعلام المغربية.
ويضيف صاحب المؤلف في كتابه، حسب ما نقلته “الإسبانيول”، بأن المغاربة الذين سيدخلون إلى سبتة ومليلية بالآلاف، سيعملون أيضا على تطويق مقرات الشرطة والحرس المدني، لمنع أي رد فعل من هاذين الجهازين الأمنيين، وبالتالي سيُحكمون قبضتهم على المدينتين.
وبخصوص ردف الفعل العسكري الإسباني، يستبعد سان أغوستين في فصل “خطة المغرب لسنة 2030″، أن تقوم مدريد برد عسكري، لأسباب منها، أن المغرب سينفذ هذه الخطة خلال فترة وجود أزمة سياسية حادة داخل إسبانيا، مثلما حدث في الصحراء، عندما استغل المغاربة مرض ووفاة فرانكو لفرض سيطرتهم على المنطقة، مشيرا بأن المغاربة أذكياء ويعرفون كيف يستغلون الظروف.
كما يشير العميل الإسباني السابق في كتابه، بأنه حتى لو كان هناك رد فعل عسكري إسباني، فإن المغرب سيكون خلال تنفيذ خطة اجتياح سبتة ومليلية، مستعد عسكريا للرد على إسبانيا عن طريق القوات البرية والبحرية والجوية، وبالتالي فإنه في ظرف لا يتعدى 48 ساعة، ستكون سبتة ومليلية تحت السيطرة الكاملة للمملكة المغربية.
ويضيف فيرناندو سان أغوستين، بأن عوامل عديدة أخرى ستساعد الرباط على نجاح خطتها، ومن بينها تنامي الشعور في إسبانيا بأن سبتة ومليلية هما أراض مغربية محتلة وليست أراض إسبانية، وبالتالي لن تكون هناك هبة وطنية من أجل الدفاع عنهما.