الطاهر بن جلون يصف حركة حماس “بالحيوانات “

العدالة اليوم : أخبار عامة

سقط الأديب والكاتب الفرنكفوني المغربي الطاهر بنجلون في فخ الرواية الإسرائيلية للأحداث الأخيرة التي تعرفها الساحة الفلسطينية، وذلك على غير عادة كبار المثقفين في العالم، الذين يأخذون مسافة زمنية بينهم وبين الوقائع لتتضح الصورة أكثر، وليتخذوا الموقف الأسلم منها.

 

وفيما يشبه حكما استعماريا جاهزا، استل بنجلون عبارات دنيئة وهو يصف أفراد المقاومة الفلسطينية بأنهم “أكثر من مجرد حيوانات”، وكأنه يزايد حتى على مسؤولي الاحتلال الإسرائيلي الذين وصفوا ساكنة غزة بـ”الحيوانات البشرية”، تمهيدا لتنفيذ إبادة جماعية بحقهم وتهجيرهم من جديد.

كان على الطاهر بنجلون، وهو الذي ابيض شعره شيبا، أن يكون أكثر حكمة، لا ليصدر حكما يتماهى مع حق الشعب الفلسطيني التاريخي، وهذا عين الصواب، بل فقط ليصدر موقفا إنسانيا متوازنا، أو أن يستمر في منطقه ويبتدع وصفا ملائما لبشاعة للقصف الإسرائيلي المستمر منذ أكثر من عشرة أيام، أم أنه يرى “الملائكة” هي التي تشن الغارات؟!

ولن نرجع ببنجلون إلى ما مرّ على شعب فلسطين، طيلة 75 سنة منذ النكبة، فلعل “الخرف” الفرنسي أنساه ما جرى من تقتيل وتهجير، واستباحة للحرمات، وانتهاك لحرمة الأماكن المقدسة، وقتل للأطفال والنساء والشيوخ العزل إلا من صرخاتهم المطالبة بالحرية والاستقلال.

ولعل ما يهون قليلا من وقع كلمات بنجلون، خاصة في قلوب المغاربة، الذين خرجوا بكل المدن لإعلان تضامنهم مع شعب يقاوم لأجل حقوقه المشروعة والتاريخية، هو هبة كثير من المثقفين إلى إدانة هذه التصريحات “المخزية”، ما جعلها معزولة.

وإذا كان الحكم بسقوط بنجلون في فخ الرواية الإسرائيلية والغرب الإستعماري أمرا مفروغا منه، فقد نجتهد قليلا، على طريقته، لوصفه بأنه سقوط “غير حر” أملته رغبة دفينة وسط الطاهر ليقول للغرب ما يريد أن يسمعه، والأفضع إن كان ما يصرح به مواقف صادرة عن قناعة ووعي.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.