بدأت لجان مختلطة تعمل تحت إشراف السلطات المحلية بإقليم زاكورة في تنفيذ عمليات إتلاف لمساحات كبيرة من الأراضي المزروعة بالبطيخ الأحمر في عدة جماعات.
وفقا للمعلومات المتوفرة، قام عدد من الفلاحين والمزارعين ومستغلي الأراضي الفلاحية بزراعة البطيخ الأحمر والأصفر قبل فترة قليلة، مخالفين بذلك القرار العام الذي ينظم هذه الزراعة في إقليم زاكورة، مما أدى إلى إتلاف حقولهم.
وتدخلت السلطات المحلية على وجه السرعة وقامت الجرافات بإتلاف الحقول المزروعة، وتأتي هذه الإجراءات الفورية من السلطات المحلية استنادا إلى القرار العام رقم 34 الذي صدر في 24 أكتوبر 2022، والذي ينظم استغلال زراعة البطيخ الأحمر والأصفر بإقليم زاكورة.
ووفقا لهذا القرار العام، تم تحديد المساحة القابلة للاستغلال في زراعة البطيخ بنوعيها بين نصف هكتار وهكتار واحد كحد أقصى. ومنع القرار أيضا زراعة البطيخ في المناطق القريبة من حقول ضخ مياه الشرب، والتي تم تحديدها من قبل اللجنة المحلية، خاصة في جوار وادي درعة وعلى طول الواحات، وبالقرب من الأودية، والمناطق المخصصة لتزويد المياه الصالحة للشرب.
وكلف القرار اللجنة المحلية بقراءة العدادات الخاصة بالآبار والأثقاب المائية في بداية فترة الاستغلال وبشكل دوري لمعرفة كمية المياه المستخرجة للري ومراقبة حالة الفرشاة المائية. وفي حال عدم احترام المساحة المحددة لزراعة البطيخ الأحمر والأصفر، فإن اللجنة المحلية ستقوم باتخاذ الإجراءات القانونية الضرورية.
وتم تكليف لجان محلية تتألف من السلطة المحلية والجماعة الترابية والدرك الملكي والقوات المساعدة والمكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي بورزازات، ووكالة الحوض المائي لدرعة واد نون بكلميم، ووكالة الحوض المائي لكير- زيز- غريس بالرشيدية، وممثل عن الفلاحين، بتنفيذ القرار العام ومتابعة الامتثال له.
تم اتخاذ هذا القرار بهدف ضبط كميات المياه الجوفية المتاحة وضمان استخدامها بشكل فعال، بدلا من تفريغها في ري المساحات الواسعة من البطيخ الأحمر والأصفر التي تعتبر مصدر ربح لفئة صغيرة من السكان، بينما يعاني الغالبية من تأثيرات ندرة المياه.
يشار إلى أن معظم جماعات إقليم زاكورة تواجه تحديات في مجال ندرة المياه والجفاف، حيث تحولت مساحات واسعة كانت مستغلة في الزراعة إلى أراضٍ قاحلة بسبب نقص التساقطات المطرية. كما يعاني السكان في الإقليم من نقص حاد في المياه الصالحة للشرب، ويتعين عليهم الاعتماد على إمدادات متناوبة لتقليل استهلاك المياه.