في واقعة غريبة بمحاكم المملكة، بطلها شخص أربعيني امتهن ” المحاماة” دون ان يدرس الحقوق بالجامعة، فتح مكتبه بالعاصمة الرباط واشترى ” البدلة السوداء ” دون ان يكون منتمي لأي هيئة محامين بالمغرب، اشتغل لسنوات دون ان يتم كشفه، بالرغم انه ترافع في المحاكم ربح قضايا وخسر اخرى، وجنى من وراء ذلك أموال ، حتى اقتنع انه فعلا ” محامي محنك” رغم ان الحقيقة تقول بعد ان انكشف سره انه ” محامي مزيف” وانتهت رحلته في نفس القاعة التي كان يلجها للترافع في قضايا موكليه، بعد ان تمت ادانته بثلاث سنوات سجنا نافذا لدى استىئنافية الرباط بداية الأسبوع الجاري.
المحامي ” المزيف ” في جل أطوار محاكمته، لم يجد أي محام للدفاع عنه، بعد ان اتخذ اصحاب البدلة السوداء قرارا بعدم الدفاع عنه، لأنه منتحل مهنة ينظمها القانون، وضع لم يقنع الأربعيني بالتزام الصمت امام الهيئة القضائية، بل دافع عن نفسه في كل الجلسات، وادعى انه بريء، بل بكى امام الهيئة من اجل استمالة العطف عليه، لكن القاضي صدمه بالحكم عليه بثلاث سنوات سجنا نافذا وغرامة مالية .
وتفجرت هذه القضية منتصف السنة الماضية، بعد أن لجأ بعض المتقاضين إلى نقيب المحامين، من أجل وضع شكاية ضد المحامي المذكور، بسبب عدم تجاوبه معهم، والتماطل في تنفيذ التزامه كدفاع بعد توكيله في ملف قضائي يخصهم رائج بإحدى محاكم الرباط، قبل أن تتفجر الفضيحة ويكتشف النقيب أن الاسم المذكور غير متضمن في القائمة الرسمية للمحامين المؤهلين والمنتسبين للهيئة، ليتم الاتصال بالنيابة العامة ويتم اعتقال المحامي المزور، بعد أن تقاسم المشتكون معطيات كافية عنه لرجال الأمن تخص هويته وعنوان مكتبه الوهمي بالرباط.