أسدل القضاء الهولندي، يوم الثلاثاء الماضي، الستار على إحدى أكبر القضايا الجنائية التي شهدتها هولندا على الإطلاق، والتي تتعلق بعصابة المخدّرات والسلاح “موكرو مافيا” المعروفة ب”ملائكة الموت”، التي يتزعّمها مدبر جريمة لاكريم بمراكش رضوان التاغي.
وحُكم على ثلاثة أشخاص معروفين في عالم الجريمة، بينهم زعيم الجريمة المنظمة الشهير في هولندا، وبارون المخدرات المسمى التاغي، بالسجن مدى الحياة.
ووفق تقارير إعلامية فإن محاكمة التاغي أثارت الرعب في هولندا، حيث جرت وسط إجراءات أمنية مشددة، وانتشرت قوات من الأمن والجيش في محيط المحكمة لتوفير الأمن، فيما توجه المدعون والقضاة إلى المحكمة في سيارات مصفحة بطريقة سرية.
وأكد المدعون العامون في محاكمة مارينغو، والتي سُميت على اسم كلمة رمزية قضائية للعملية، أن الثلاثي، كقادة لعصابة إجرامية، قد أمروا أو نسقوا سلسلة من ست جرائم قتل بالإضافة إلى محاولات قتل أخرى مخطط لها بين عامي 2015 و2017.
وقالت التقارير ذاتها، إن ثلاث جرائم هزت المجتمع الهولندي لها علاقة بمحاكمة رضوان التاغي لم يشملها الحكم الصادر هذا الأسبوع، وهي مقتل الصحافي الشهير بيتر آر. دي فريش عام 2021 ، ثم المحامي ديرك فيرسوم في عام 2019، ثم شقيق نبيل ب، وهو الشاهد الرئيسي للادعاء في قضية مارينغو في عام 2018.
واستنادا للتقارير ذاتها، فإن هذه المحاكمة تركت بصمتها على المجتمع الهولندي، خاصة بالنسبة للمحامين والصحفيين، حيث أكدت ساسكيا بيليمان، مراسلة محاكم من صحيفة دي تيليغراف الهولندية اليومية، أن لديها زميلان تتم حراستهما 24 ساعة في اليوم.
من جهته، يقول سفين برينكهوف، أستاذ القانون الجنائي في جامعة أمستردام، لـDW، إن المحاكمة أثرت سلبًا على العاملين في النظام القانوني، إذ يقول: “أكبر تغيير حدث أنها جلبت الخوف لهذا النظام”.
يشار إلى أن رضوان تاغي، البالغ من العمر 46 عامًا، والذي كان في يوم من الأيام المبحوث عنه المطلوب الأول في هولندا، تم تسليمه من دبي في عام 2019 للمحاكمة، و صرحت الشرطة سابقًا أنه كان جزءًا من “كارتل عظيم”.
جدير بالذكر أن رضوان تاغي الذي ألقي عليه القبض في دجنبر 2019 بدبي يعد العقل المدبّر لجريمة تصفية شاب مغربي في مقهى “لاكريم” التي هزّت مراكش في الثاني من نونبر 2017.