دشنت المديرية العامة للأمن الوطني صباح اليوم الجمعة 17 ماي، بأكادير، فعاليات الأبواب الفتوحة، حيث تمنح فرصة للمواطنين من أجل التعرف عن قرب على كل التفاصيل المهنية والاجتماعية واللوجيسيتة التي تؤطر يوميات الشرطة المغربية بمختلف أجهزتها ورتبها وتدخلاتها.
عند المدخل الرئيس أقصى اليسار، يقصد الزوار حائطا يحمل يافطة كبيرة كتب عليها “شهداء الواجب”. تحتها مباشرة، لوحات تعريفية تحمل صور من قضوا نحبهم خلال تأدية مهامهم في سلك الأمن الوطني، يبادر عدد من زوار المعرض لوضع أكاليل الزهور تحت أسمائهم.
ما بين الحاضر والماضي
بعد “جدار الوفاء” لمن رحلوا. اختارت المديرية العامة للأمن الوطني، تدشين مسار زيارة مختلف الأروقة، بوضع متحف “الأمن الوطني”، حيث يتعرف رواده على محطاته وتطوره وتجديد هياكله ووسائله منذ التأسيس يوم 16 ماي 1956 إلى اليوم.
متحف يعود بالذاكرة لحقب خلت من تاريخ الشرطة المغربية، عبر عرض صور ومقاطع فيديو وكل ما يقدم المشاهد الكاملة لرحلة التطور، بالإضافة إلى تسخير من يجيبون عن أسئلة الذين يراودهم فضول معرفة المزيد.
يجد الزوار في أروقة أخرى، خاصة بشرطة الخيالة، وكوكبة الدراجين، والحماية المقربة ووحدات التدخل، والرياضة والدفاع الذاتي، والشرطة التقنية، ما يشبع فضولهم.
تختار المديرية العامة للأمن الوطني، أن يعيش الزوار تجربة محاكاة عدد من التدخلات الأمنية وكيف يتم تأمين مجموعة من المنشآت من بينها المطارات مثلا.
في هذا الرواق الذي اكتظ بزوار الأبواب المفتوحة، يتسابق هؤلاء إلى عيش تجربة المراقبة والتفتيش قبل ولوج المطارات وصعود الطائرة.
كما عاين الزوار عن قرب، معدات الاشتغال والرصد والتدخل الحديثة، لكل من فرق الحماية المقربة والشرطة التقنية والفرق الأمنية الخاصة.
تجارب كثيرة يعيشها عن قرب الزوار، وفرص يظهر أن تستغل من طرفهم كما يحب، خاصة وأن هذه الفرصة لن تتكرر إلا بعد سنوات، لأن سياسة تنظيم الأبواب المفتوحة تعتمد على نهج “العرض الرحال” كل سنة.
مخاطبة “الأجيال الرقمية”
الملاحظ خلال اليوم الأول من فعاليات الأبواب المفتوحة، حماس آلاف الأطفال واليافعين والشباب الذين حجوا إلى مكان تنظيمها عبر رحلات منظمة من طرف مؤسساتهم التعليمية والتكوينية.
براعم ملؤوا فضاءات المعرض صخبا، متحمسون، يبادرون لطرح الأسئلة دون انتظار أن تؤطرها تدخلات مرافقيهم. يبحثون عن تجريب كل شيء، يتحلقون حول المسؤولين الأمنيين عن كل رواق لمعرفة الكثير والبحث عن التفاصيل.
هذا الجيل، يتأكد أنه مختلف جدا، واختيار أن يكون خط التواصل الأول معه قبل الجميع، يؤكد بأن المديرية العامة للأمن الوطني انتقلت فعلا من الطرق التقليدية في عرض ما هو الأمن الوطني، إلى طريقة ترك صناعة قصة الإجابة عن السؤال لهذا الجيل.
كيف؟
التأثير اليوم يكمن حيث تستهلك هذه الفئة ما يقدم لها من محتوى. بل أصبحت فاعلة فيه. سوف تمتلئ منصات ومواقع التواصل الاجتماعي اليوم بصور ومقاطع فيديو تنقل يوميات الأطفال واليافعين والشباب، تحكي تجربتهم الشخصية عن لقائهم المباشر مع الأمن.
تُسقط الأبواب المفتوحة للأمن الوطني لازمة كنا نسمعها في الصغر “تنعس ولا نجيب ليك البوليس”. كانت الشرطة في مخيلة الأطفال مصدرا من مصادر التحذير والتنبيه وحتى الإخافة.
اليوم في المعرض، يتحلق الأطفال حول شرطية مكلفة بتنظيم مرور العبور عبر جهاز التفتيش وفحص الأمتعة، تصر على أن تعانق بشكل جماعي كل مجموعة بالرواق، لا تفارقها الابتسامة، ولا تكل أو تمل من تكرار الشرح، تفيض باللطف الذي يظهر انعكاسه على ملامح الصغار الذين يقصدونها من أجل التقاط صورة.
كما يجد الأطفال في المعرض، أكثر من فضاء ورواق يجيب عن حاجياتهم، عن ما يبحثون عنه، وهو المزج ما بين التواصل والتسلية.
الآلاف من الصغار الذين زاروا معرض الأمن الوطني صباح اليوم الجمعة، عادوا وعدن بما سوف يتواصلون به مع أقرانهم بمدن أخرى، بل داخل المغرب وخارجه.
والمؤكد أن زيارتهم هذه صنعت منهم “سفراء أجيال الحاضر والمستقبل الرقمي”. لكل منهم ومنهن قصة، سوف يحكيها افتراضيا لتصل الرسالة إلى كل من يهمهم الأمر.