العرائش : دعم التعاونيات ركيزة للنهوض بالاقتصاد الاجتماعي والتضامني من أجل الإدماج الاقتصادي للشباب والنساء

العدالة اليوم

 لتوزيع بذور التنمية على كافة تراب إقليم العرائش، حرصت المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، في مرحلتها الثالثة، على دعم التعاونيات الناشطة في المجالين الحضري والقروي من أجل تشجيع الإدماج الاقتصادي للشباب والنساء والنهوض بالاقتصاد الاجتماعي والتضامني.

  فالتعاونيات في القرى كما في المدن، تعتبر وحدات إنتاجية أفقية، تمتاز بقدرتها على توحيد جهود أعضائها والاستفادة من خبرتهم، وأيضا تركيز الموارد والدعم الوارد من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، من أجل إطلاق مشاريع تتوفر سلفا على عوامل النجاح وآفاق الاستدامة.

  وخلال المرحلة الثالثة من المبادرة الوطنية بإقليم العرائش، تم ضمن البرنامج الثالث المتعلق بتحسين الدخل والإدماج الاقتصادي للشباب تمويل 192 مشروعا، بغلاف مالي إجمالي يصل إلى 42 مليون درهم (26 مليون درهم مساهمة من المبادرة)، 60 مشروعا من بينها ضمن محور الاقتصاد الاجتماعي والتضامني (26 في المائة من بينها لفائدة النساء)، ما مكن من إحداث ما يزيد عن 278 منصب شغل مباشر.

  ويتجلى دعم المبادرة في التمويل والمواكبة القبلية والبعدية من طرف فرق متخصصة، وفق ما صرح به المسعودي مدني، عن قسم العمل الاجتماعي بعمالة إقليم العرائش، مبرزا أن التعاونيات والمشاريع التضامنية تحوز على الدعم في إطار برنامج تحسين الدخل والإدماج الاقتصادي للشباب، وبشكل خاص ضمن محور دعم الاقتصاد الاجتماعي والتضامني.

  وأضاف أن التعاونيات يتعين أن تستوفي الشروط القانونية المنصوص عليها، لتكون مؤهلة للحصول على المواكبة القبلية حيث يتم دراسة جدوى المشروع ودراسة السوق، ثم في مرحلة ثانية المصادقة على المشروع من طرف لجان الحكامة، أي اللجنة الإقليمية للتنمية الاقتصادية واللجنة الإقليمية للتنمية البشرية، ثم في مرحلة أخيرة تتم المواكبة البعدية للمشروع لضمان نجاحه واستدامته ورصد احتياجاته، في مجال الدعم التقني والتكوين.

  ولعل المثال البارز على نجاح مقاربة القائمين على التنمية البشرية بإقليم العرائش، تعاونية مروان للخياطة والابتكار التي انتقلت من مجرد ورشة عادية بمدينة العرائش إلى شبه وحدة صناعية واعدة، تمكنت من انتشال مجموعة من النساء في وضعية صعبة وإدماجهم في سوق الشغل.

  وقالت منى مروان، رئيسة التعاونية، إنه بفضل المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، استفادت التعاونية من تمويل لاقتناء آلات خياطة عصرية، وبالتالي زيادة الإنتاج وتوسعة المشروع وإحداث مزيد من مناصب الشغل، موضحة أن التعاونية تشغل حاليا 10 أشخاص بشكل مباشر، إلى جانب العديد من مناصب الشغل غير المباشرة كحرفيي الصناعة التقليدية، كما تلجأ في أحيان كثيرة لزيادة عدد العاملين لرفع الإنتاج وقت وفرة الطلب.

  اقتناء آلات جديدة، بتمويل يصل إلى 200 ألف درهم ساهمت فيه المبادرة الوطنية ب 120 ألف درهم، ساهم في تطوير التعاونية لتقتحم عالم الإنتاج بالجملة بعد زيادة قدرتها على التصنيع، إلى جانب مواصلتها التعامل بالتقسيط مع الزبائن، وبالتالي تحقيق الانتقال من القطاع غير المهيكل إلى القطاع الاقتصادي المهيكل.

  وخلصت منى مروان إلى أن المبادرة الوطنية كان لها الفضل الأكبر في تجهيز التعاونية وبالتالي زيادة الإنتاج إلى وتيرة مهمة، وإحداث مزيد من الشغل، لاسيما لفائدة النساء في وضعية صعبة.

  وتعتبر كل التعاونيات، سواء بالجماعات الترابية القروية أو الحضرية المستوفية للشروط القانونية، مؤهلة للحصول على الدعم، ما دامت حاملة لمشروع يتماشى والدراسة التشخيصية الميدانية التي حددت سلاسل الإنتاج الواعدة على مستوى إقليم العرائش.

  بجماعة تازروت الجبلية، اختارت تعاونية مولاي عبد السلام بن مشيش لإنتاج وتسويق الحلويات إقامة مشروع لإنتاج الحلويات التقليدية “النوكَة” من مواد أولية طبيعية، كمختلف أنواع المكسرات وبذور السمسم والكتان والعسل الطبيعي.

  بتمويل يصل إلى 375 ألف درهم، ساهمت فيه المبادرة الوطنية ب 225 ألف درهم، تم تجهيز التعاونية بآلات إنتاج عصرية، حتى صار إنتاجها مرادفا للجودة في مختلف المعارض المقامة على مستوى جهة الشمال.

  وأكد الأمين الوهابي، رئيس التعاونية، ان المبادرة الوطنية استجابت لطلب التعاونية للحصول على تمويل لاقتناء أجهزة جديدة فتحت آفاقا لأعضاء التعاونية، حيث تشغل حاليا 14 شخصا من شباب المنطقة، إلى جانب مناصب شغل غير مباشرة، معتبرا أن الدعم مكن من هيكلة المشروع وتأطير وتحديث إنتاجه ليستجيب لمعايير المراقبة الصحية والإنتاج العصري.

  من خلال دعم التعاونيات، تكون المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بالعرائش تحرص على النهوض باقتصاد القرب وتوفير فرص الشغل لفئات لطالما كانت على هامش الدورة الاقتصادية، وهي مقاربة أثبت جدواها بالنظر إلى النتائج المحققة خلال السنوات الماضية.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.