الدخيل.. وثيقة لتأسيس الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء واد الدهب
العدالة اليوم
حكاية بدأت فصولها بقيام أزيد من 20 شابا بالتوقيع على أول “وثيقة لتأسيس الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء واد الدهب” ولم تنتهي بوقوع “البوليساريو” تحت قبضة الجزائر، يوريها لكم البشير الدخيل أحد مؤسسي “الجبهة الانفصالية” في حلقة جديدة من بودكاست إضاءات.
الدخيل روى كيف دفع الاستعمار الاسباني، وتواجده على الأراضي الصحراوية المغربية، شبابا في مقتبل العمر، إلى النضال ضد إسبانيا، والتدرب على حمل السلاح من أجل مواجة الاستعمار.
توجهوا إلى موريتانيا بهدف تأسيس تنظيم “تحرري” والتواصل بين القبائل الصحراوية سعيا لإنشاء فروع له في مختلف المناطق، والتنسيق مع السلطات الموريتانية وطلب السماح للطلاب الذين سيلتحقون بالتنظيم بولوج الأراضي الموريتانيا، فقام الشباب بتوقيع أول وثيقة لتأسيس الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء واد الدهب.
خلال تواجدهم بالأراضي الموريتانية، قرر شباب الجبهة عقد المؤتمر التأسيسي للتنظيم بالزويرات في 28 أبريل من سنة 1973، حيث سطر ثمانية مبادئ مستوحاة من الفكر اليساري الثوري، رفعتها الجبهة دون أن يتجاوز مضمونها النضال ضد التواجد الإسباني في الصحراء.
مؤسسو الجبهة يقول الدخيل، لم يختاروا إسم “تحرير الصحراء الغربية” وكان هدقهم واضحا، ألا وهو تحرير الساقية الحمراء واد الدهب من الاحتلال الاسباني، مبرزا أن الأمر لم يكن يتجاوز التئام شباب آمنوا بهدف التحرير، قبل أن تتناسل أهداف أطراف أخرى لاحقا بعدما تدخلت مصالح أخرى.
المؤتمر الثاني للجبهة يوضح الدخيل، انعقد في الجزائر التي لم تكن ترغب في قيادات البوليساريو، التي لم تكن خاضعة لها، كما لم تكن ترغب في الولي مصطفى السيد، المحرك الأساسي للجبهة، ولا في أي شخص خارج نفودها.
حينما انتبهت الجزائر لعدم قدرتها على السيطرة على البوليساريو وقياداتها في البداية، قامت بدعوة وفد من الجبهة لمؤتمر الشبيبة الديمقراطية، واستقبلهم عدد من المسؤولين من بينهم بومدين، يضيف الدخيل، وبعد ذلك خططت لكيفية التخلص من القواعد الداعمة للولي مصطفى الذي لم يكن ينظر إليه بعين الرضى من طرف الجزائر، فاعترض العسكر الجزائري شباب الجبهة عقب المؤتمر الثاني، واقتادهم نحو منطقة القصايب الحدودية، “خلاء غير صالحة للعيش”، وتم احتجاز الأصوات الممانعة، بهدف تمكين الجزائر من وضع القيادة التي تناسبها على رأس الجبهة، لتحقق هدفا اختزله بومدين في كلمة ألقاها في عيد العمال خلال لقاء كان الدخيل حاضرا فيه، ألا وهي ” المراركة حكرونا، نديرو لهم الحجرة في الصباط”، في إشارة منه إلى حرب الرمال والمعركة التي دارت بين المغرب والجزائر سنة 1963.
بعد ذلك بدأت بعض الممارسات التعسفية من طرف قيادة البوليساريو التابعة للجزائر، ضد معارضين، وحملة اعتقالات و ضد الدخيل ومن معه ممن عارض السياسة الجديدة للجبهة التي انطلقت تحررية ضد إسبانية قبل أن تصير ورقة في يد نظام العسكر.
تزامنا مع حدث المسيرة الخضراء والضغط الذي وقع على قيادة البوليساريو من طرف عائلات المعتقلين، غادر الدخيل السجن رفقة عدد من المعتقلين، ليقفوا على واقع ووعي تشكل لدى فئة من الصحراويين، بسبب سياسة التخويف من المغرب وتزوير الحقائق والعدوانية التي عملت على تكريسها الجبهة “في نسختها الجديدة”.