تصفيقات مبالغ فيها في خطاب بنيامين نتنياهو 

العدالة اليوم

مع كل تصفيقة من أعضاء الكونغرس الأميركي لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو -في خطابه أمس الأربعاء تحت قبة مجلس النواب في واشنطن- كان جيش الاحتلال يقتل ويفتك بنساء وأطفال وشيوخ غزة، وبدا أنه تلقف رسالة من الكونغرس مفادها “اقتل، دمر، أحرق فلن يحاسبك أحد” وهذا ما فهمه رواد العالم الافتراضي من تصفيق المشرعين الأميركيين لنتنياهو.

 

 

 

 

فهذا التصفيق الحار لكلمة “مجرم الحرب” نتنياهو -كما يصفه جمهور منصات التواصل المناصرون للقضية الفلسطينية- أثار استنكار واستغراب الكثيرين من المغردين، وطرحوا السؤال التالي: لماذا كل هذا التصفيق والابتهاج؟

 

 

 

 

 

وردا على هذا السؤال، رأى بعض الناشطين أن التصفيق لنتنياهو كل 30 ثانية لم يكن تعبيرا عن الإعجاب به ولا بحديثه، ولا لأنه كان متحدثا بارعا، بل كان التصفيق مبالغا فيه لإظهار الدعم المطلق لإسرائيل، خاصة أن عددا كبيرا من النواب الديمقراطيين قاطعوا تلك المسرحية، وتم ملء أماكنهم بأشخاص داعمين لإسرائيل تحت مسمى “ضيوف نتنياهو”.

وأبدى مدونون استغرابهم من كمية التصفيق قائلين إنه حتى في تل أبيب، لم يكن أحد ليصفق لنتنياهو لو خاطبهم بنفس الطريقة وبهذا الأسلوب، معتبرين أن الهدف من هذا التصفيق كان إظهار أن أميركا تدعم إسرائيل مهما فعلت ومهما ارتكبت من جرائم، ومهما كانت النتائج.

 

 

 

 

أما عن زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي للكونغرس بهذا التوقيتـ، فرأى محللون أن الهدف الأول منها رفع المعنوية لنتنياهو، وتحسين صورته أمام العالم والداخل الإسرائيلي بعد أن تراجعت معنوياته وتشوهت صورته خلال طوفان الأقصى.

 

 

 

 

 

 

والهدف الثاني تصوير نتنياهو وكأنه من أبرز سفراء السلام وليس من “محترفي الإجرام والقتل” على مستوى العالم، بحسب وصف بعض المحللين.

 

 

 

 

أما الرسالة الثالثة فهي إلى محكمتي العدل الدولية والجنائية الدولية بأن أميركا لن تتخلى عن نتنياهو ولن تسمح بأي تدابير قضائية بحقه أو بحق دولة إسرائيل.

 

 

 

 

وقال مدونون إنه بعد 293 يوما من العدوان على غزة، لم يمر يوم واحد دون أن يكون هناك دعم أميركي للاحتلال عسكريا أو سياسيا أو اقتصاديا، ومع ذلك تُوجه الإدانات لجبهات إسناد غزة وليس للجبهة المساندة لإسرائيل.

 

 

 

وتساءل آخرون: هل ذكر نتنياهو بخطابه معاناة مليوني فلسطيني يعذبهم كل يوم في غزة؟ وهل تطرق إلى 20 ألف طفل قتلهم؟ هل اعتذر للنساء والمرضى؟ هل قال إن معنا على نفس الأرض شعب فلسطيني عدده 5 ملايين ومثلهم بالخارج؟ ألا يتعلم من مصير نظام الفصل العنصري بجنوب أفريقيا؟

 

 

 

 

 

وقال آخرون إنه تصفيق منطق القوة المعتدية والخداع استخفاف بقرارات الأمم المتحدة والمحاكم الدولية، فهل سيغلبه منطق الحق والعدل ووقوف شعوب العالم مع القضية الفلسطينية وحقوق الإنسان وكذلك المحاكم الدولية؟ وفوق كل ذلك المقاومة الفلسطينية الباسلة التي لا تزال تهزم الاحتلال؟

 

 

 

 

 

وتداول ناشطون فيديو عنوانه “هكذا يصفقون على إبادتنا” وأظهر لقطات من المجازر التي ارتكبها جيش الاحتلال في غزة خلال أكثر من 10 شهور من العدوان، وتصفيق أعضاء الكونغرس لنتنياهو بحرارة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.