جريدة إلكترونية متجددة على مدار الساعة

رضوان اليوسفي: “العطلة الصيفية من فترة استجمام إلى عبء ضاغط على الأسر”

العدالة اليوم

لم تعد العطلة الصيفية كما كانت سابقاً فترة للراحة والمتعة ولقاء الأقارب، بل أصبحت اليوم تشكل ضغطاً نفسياً ومادياً واجتماعياً على الأسر. ففي حين كانت العطلة تمثل فرصة للاسترخاء وتجديد العلاقات الاجتماعية، أصبحت الآن عبئاً ثقيلاً يتطلب جهداً كبيراً من الأسر لتدبيرها.

 

 

 

 

وفي هذا الصدد، قال الأخصائي النفسي الاكلينيكي رضوان اليوسفي، في تصريحه، إن العلاقات الاجتماعية خلال فترة العطلة قد فقدت قيمتها، حيث أصبحت متصنعة ومحدودة، مشيرا إلى أن الأسر أصبحت تقضي وقتاً قصيراً جداً مع بعضها البعض، بالرغم من أن الأبوين ليس لديهم انشغالات كبيرة خلال هذه الفترة.

 

 

 

 

وسجل رضوان اليوسفي، أن الآباء يعبرون عن تذمرهم من التكاليف العالية التي يتطلبها قضاء العطلة، حيث أصبحت الزيارات العائلية تقتصر على تأدية الواجب دون أن تؤدي دورها التقليدي في تفريغ الانفعالات وإعادة بناء علاقات المحبة، لافتا إلى هذه التغييرات أدت إلى تفويت فرصة الاستفادة من العطلة، كوقت لتجديد الطاقة وبناء علاقات اجتماعية قوية.

 

 

 

 

 

وفي سياق متصل، حذر الأخصائي النفسي الآباء من التذمر أمام أطفالهم، لأن ذلك قد يخلق انطباعًا سلبيًا لديهم تجاه العطل، مما قد يدفعهم إلى سلوكيات غير صحية لتفريغ الضغط النفسي، مؤكدا أن الموارد المالية للعطلات ليست العامل الوحيد المؤثر، حيث أن العديد من الأسر تمتلك موارد كافية ولكنها تفضل قضاء الوقت أمام الأجهزة الإلكترونية بدلاً من الاستمتاع بأوقات ممتعة ضمن إطار الأسرة.

 

 

 

 

 

 

من جهة أخرى، أشار الأخصائي ذاته، إلى أن الأطفال يعانون من صعوبة في الخلود إلى النوم مبكراً خلال العطلة، وهو ما يؤثر سلباً على مهاراتهم وتركيزهم أثناء الدراسة، مشددا في المقابل على أهمية العودة إلى النوم المبكر بعد انتهاء العطلة لضمان تحصيل دراسي جيد وتفادي التأثير السلبي على وظائف الأطفال المعرفية.

 

 

 

 

ودعا اليوسفي إلى  ضرورة مراقبة استخدام الأطفال للأجهزة الإلكترونية، بما في ذلك تحديد الوقت والمحتوى الذي يشاهدونه، فضلاً عن وضع نظام نوم مضبوط لهم، معتبرا أن هذه الخطوات ستساعد، على تجنب السهر المفرط وضمان استئناف الروتين اليومي بشكل سلس بعد العطلة.

 

 

 

 

 

ويرى الأخصائي النفسي أن المواقع الإلكترونية تلعب دورًا رئيسيًا في توجيه الأطفال حاليًا، مما يستدعي مراقبتهم باستمرار لتفادي المخاطر والاضطرابات السلوكية التي قد تنجم عن استخدامها المفرط.

 

 

 

 

وأشار اليوسفي إلى أن الطفل يداوم على متابعة هذه المواقع الرقمية، بالرغم من أنه ما يزال في مرحلة النمو، وأن الدراسات أظهرت أن الاستخدام المفرط للشاشات الإلكترونية يمكن أن يؤثر سلبًا على النمو الطبيعي ويؤدي إلى تغييرات عصبية في الدماغ. 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.