جريدة إلكترونية متجددة على مدار الساعة

تدوينة بوعشرين تثير الجدل عبر مواقع التواصل الإجتماعي

العدالة اليوم

بعد أيام من الإفراج عنه بعفو ملكي، نشر توفيق بوعشرين تدوينة أثارت الكثير من الجدل. ولكن ليس لما ورد فيها من همز ولمز، بل لما غاب عنها من كلمات الاعتذار والتعاطف مع ضحاياه.

 

 

 

ماذا عن الاعتذار للضحايا؟

كان من المنتظر أن يقدم بوعشرين اعتذاره الصريح والواضح للضحايا اللاتي تعرضن للاعتداءات الجنسية القاسية من طرفه، والإساءة اللفظية من طرف مقربيه. فسنوات من المعاناة والألم لا يمكن أن تُنسى بتدوينة غامضة لا تعترف بالجروح التي تسبب بها.

 

 

 

 

تجاهل الفقيدة أسماء حلاوي

لعل الأمر الأكثر إيلاما في تدوينة توفيق بوعشرين هو عدم الإشارة إلى الضحية الفقيدة أسماء حلاوي، التي كانت من أبرز ضحاياه في جرائم الاستغلال الجنسي والاعتداء الأخلاقي.

 

 

 

 

 

أسماء التي توفيت تاركة خلفها أطفالا أيتاما بلا حول ولا قوة، كانت تستحق على الأقل كلمة اعتذار أو تعزية من طرف بوعشرين. لكن تجاهله لها ولروحها يعكس عدم الإحساس بالمسؤولية أو الندم على ما فعله.

 

 

 

 

إنكار للضمير وتجاهل للضحايا

ما يثير الاستغراب والاشمئزاز هو استمرار توفيق بوعشرين في تجاهل مسؤولياته الأخلاقية والقانونية تجاه ضحاياه. وبدلا من أن يقدم اعتذارا صادقا وصريحا، نراه يختبئ خلف كلمات غامضة وملتبسة، محاولا تلميع صورته أمام الرأي العام.

 

 

 

هذا السلوك يعكس انعدام الضمير والندم عند بوعشرين، ويكشف عن شخص لا يزال يعيش في إنكار تام للآثار الكارثية التي خلفها على حياة العديد من النساء.

 

 

 

 

كيف يمكن لشخص تسبب في مآسٍ إنسانية بهذه الجسامة أن يجرؤ على الظهور في مواقع التواصل الاجتماعي، دون أن يشعر بأدنى شعور بالخزي أو الخجل؟

 

 

هذه التدوينة ليست سوى محاولة أخرى بئيسة لإعادة كتابة التاريخ بطريقة بوعشرين، التي يصر فيها على تجاهل الحقائق المرة والألم الذي تسببت فيه جرائمه لعدد كبير من النساء.

 

 

 

 

التساؤل عن الشعور بالخجل
اليوم، وبعد الرسائل المشفرة التي وردت في تدوينة بوعشرين، يحق لنا أن نتساءل: ألا يشعر هذا الشخص بالخجل من الظهور أمام الجمهور بعد كل هذه المآسي التي تسبب بها؟ أليس من الأدنى أن يعبر عن ندمه وخجله أمام المجتمع وأمام ضحاياه؟

 

 

 

 

لقد كان من الواجب على بوعشرين أن يقدم اعتذارا صريحا واعترافا واضحا بالأخطاء التي ارتكبها. وهذه المواقف تُذكرنا بأهمية العدالة والإنصاف، وأهمية الاعتراف بالأخطاء وطلب الغفران من الضحايا ومن المجتمع.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.