إيمانويل ماكرون يعين ميشيل بارنييه رئيسا للوزراء

العدالة اليوم

في خطوة اعتبرت مثيرة للجدل في فرنسا،

 

أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون تعيين ميشيل بارنييه، السياسي المخضرم وعضو حزب الجمهوريين، رئيسا للوزراء. وذلك في محاولة لتشكيل حكومة وحدة وطنية، وهذه الخطوة تأتي بعد الانتخابات التشريعية المبكرة التي أفرزت برلمانا منقسما بدون أغلبية واضحة.

 

والتحدي الذي واجهه ماكرون في هذا السياق.  كان اختيار شخصية قادرة على الجمع بين الأطياف السياسية المختلفة، ومنع “توجيه اللوم” إلى حكومته في الجمعية الوطنية.

 

بارنييه، الذي يبلغ من العمر 73 عاما،

 

بدأ مسيرته السياسية في السبعينيات وشغل مناصب وزارية في عهد عدة رؤساء فرنسيين. كما كان له دور بارز ككبير مفاوضي الاتحاد الأوروبي بشأن خروج بريطانيا من الاتحاد، وبالرغم من محاولات ماكرون لتقديم بارنييه كمرشح توافقي، إلا أن هذا التعيين لاقى انتقادات شديدة من المعارضة، لا سيما من زعيم حزب “فرنسا الأبية” اليساري، جان لوك ميلانشون.

 

وجان لوك ميلانشون كان من أوائل المعارضين لتعيين بارنييه، حيث وصف هذا التعيين بأنه “انقلاب” على إرادة الشعب الفرنسي.  الذي لم يصوت لليمين في الانتخابات التشريعية، كما أنه ذهب إلى حد الدعوة لـ”أقوى تعبئة ممكنة” ضد ما أسماه “انقلاب القوة”، معتبرًا أن ماكرون تجاهل مرشحة اليسار لوسي كاستيتس التي كان يمكن أن تكون بديلا مقبولا.

 

من جهة أخرى، ربطت بعض الأصوات تعيين بارنييه

 

بتقارب مع زعيمة حزب التجمع الوطني اليميني المتطرف مارين لوبان، فجيروم لوغافر، النائب عن حزب “فرنسا الأبية”، اعتبر أن بارنييه هو “اختيار مارين لوبان”. مشيرًا إلى قربه من سياسات التجمع الوطني فيما يتعلق بقضايا مثل الهجرة.

 

ومع ذلك، يرى بعض المحللين أن هذا التفسير قد يكون مبالغًا فيه . وأن الأيام المقبلة ستكشف إذا ما كانت حكومة بارنييه ستتبنى سياسات تميل إلى اليمين المتطرف، خاصة في ملفات مثل الهجرة والقوة الشرائية.

 

ومن الواضح أن تعيين بارنييه قد أشعل أزمة سياسية جديدة في فرنسا. حيث وصف أوليفييه فور، السكرتير الوطني للحزب الاشتراكي، الوضع السياسي بـ”الإنكار الديمقراطي”، معتبرا أن ماكرون يتجاهل أصوات الشعب الفرنسي بفرض رئيس وزراء من حزب جاء في المرتبة الرابعة في الانتخابات التشريعية.

 

في المقابل، يرى زعيم حزب التجمع الوطني جوردان بارديلا   

 

 

أن الحكومة الجديدة ستُقاس على أساس سياساتها الفعلية.  مشيرا إلى أن حزبه لن يتسرع في توجيه اللوم للحكومة قبل الحكم على برامجها الاقتصادية والسياسية.

 

باختيار بارنييه، يبدو أن ماكرون قد اختار طريق التسوية. لكن هل ستنجح هذه الاستراتيجية في تهدئة التوترات السياسية؟ الأيام المقبلة كفيلة بالإجابة عن هذا السؤال.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.