جرادة: توالي فواجع ضحايا الرغيف الأسود مع سقوط ضحية جديدة

محمد حميمداني

محمد حميمداني

اهتزت مدينة جرادة صباح اليوم الثلاثاء 24 شتنبر على وقع فاجعة مأساوية، حيث لقي شاب حتفه داخل إحدى آبار الفحم.

الشاب، الذي كان يعيش في حي لبرك، اختنق بالغاز أثناء محاولته استخراج الفحم لتوفير لقمة العيش لأسرته.

تواجه المدينة منذ سنوات أزمة اقتصادية خانقة، ورغم وعود الحكومات السابقة، لم تنفذ أي برامج تنموية لتحسين الوضع.

 

ليس المطلوب محاسبة التشرد والذعارة والإدمان كظواهر يلا لسياسات الفاسدة المنتجة لهاته الظواهر/الفواجع
الرغيف الأسود بجرادة

 

وسبق لآبار الفحم أن ابتلعت، سابقا. طالبا جامعيا لا يتجاوز عمره 20 سنة. خلال محاولته استخراج كمية من الفحم لإعالة أسرته.

كما لقي شاب عشريني آخر مصرعه إثر انهيار أحد آبار الفحم “السندريات” بمدينة جرادة.

ليس المطلوب محاسبة التشرد والذعارة والإدمان كظواهر يلا لسياسات الفاسدة المنتجة لهاته الظواهر/الفواجع
رغيف الموت بجرادة

 

الحق في الشغل والحياة أساس إنساني مكفول

 

يعتبر الحق في الشغل والحياة أساس للكرامة الإنسانية وأحد حقوق الإنسان الأساسية. حيث يشكلان ركيزة أساسية لتحقيق الكرامة والعدالة الاجتماعية.

فالحق في الشغل أساس لضمان الكرامة الفردية. وذلك بما يعزز قدرة الأفراد على المشاركة الفعّالة في المجتمع. وبالتالي بناء مجتمع متماسك. 

فعلى الرغم من الإقرار بهذا الحق. إلا أن سماع فواجع من مثل مأساة “جرادة” يعتبر مصادرة لهذا الحق ويضع المسؤولين موضع مساءلة. وتتحمل الحكومة المسؤولية الأولى والأخيرة في هاته الفاجعة لعدم توفيرها الشغل كمطلب إنسابي. ومساهمة سياساتها في تفريخ جيش من العاطلين عن العمل. بما يستصحب كل ذلك من تفشي الأمية والفقر. وهي سياسات تعرقل تحقيق هذا الحق والاستفادة منه.

فلا يمكن الحديث عن الحق في الحياة كأساس وطني وكوني مجرم مصادرته بمختلف الشرائع ما لم توفر الحكومة الأسباب الأساسية لممارسة هذا الحق. فلا يمكن اعتبار المشردين والذعارة والإدمان كظواهر يجب التصدي لها بدون التصدي للسياسات الفاسدة التي تنتج هاته الظواهر/الفواجع.

إن المطلوب تغيير نمط السياسات المتبعة لتكون أكثر اجتماعية بما يكفل للجميع حقهم في الشغل ضمانا للحياة. وإلا اعتبرت الدولة هي المسؤولة الأولى والأخيرة عن هاته الفواجع المتنقلة. وهو ما يستوجب مساءلتها ومحاكمتها.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.