كليات الطب بالمغرب بين التصعيد الطلابي والرد الأمني الحكومي وتحريك المتابعات

العدالة اليوم ADALA TV

العدالة اليوم ADALA TV

التصعيد والتصعيد المضاد سمة تميز مسار الصراع القائم بين الحكومة المغربية وطلبة كليات الطب. فيما يبدو أن مؤسسة الوسيط فشلت في احتواء هاته التوثرات. وهو ما يؤشر على استمرار الوضع الساخن القائم. فماذا أعدت الحكومة للإجابة على الأزمة القائمة؟ وماذا هيأ طلبة الطب للضغط على الحكومة لتلبية مطالبهم؟ وهل ما زالت مساعي مؤسسة “الوسيط” لتقريب وجهات النظر قائمة، أم أنها أقبرت؟ وهل ستعمد السلطات لتفعيل المقاربة الأمنية بعد فشل كل المقاربات الاجتماعية والتعليمية؟.

وهكذا يواصل طلبة الطب احتجاجاتهم عبر إنزال وطني تقرر تنظيمه، السبت المقبل. وذلك للمطالبة بحقوق تعليمية وصحية أفضل، في ظل أزمة مستمرة تهدد السنة الدراسية بالبياض.

اتهامات الطلبة للحكومة بعرقلة الوساطة

على الرغم من تدخل مؤسسة “الوسيط” لحلحلة الأزمة القائمة وإيجاد مخرج عملي يخفت حرارة الصراع القائم. إلا أن الصراع لا زال قائما ومفتوحا. حيث تتهم اللجنة الوطنية لطلبة الطب وزارة التعليم بعرقلة جهود “الوساطة”. وذلك من خلال فرض جدولة امتحانات أحادية. وهو ما يعمّق الأزمة ويفاقم المخاوف من “سنة بيضاء”.

التدخلات الأمنية تشعل الغضب

اختيار الحكومة للمقاربة الأمنية في وقفة الرباط زاد من توتر الأوضاع. خاصة بعد التدخل العنيف وما خلفه من إصابات. كما أن  التحقيقات مع الطلبة زادت من سخونة الأجواء.

الأطباء الداخليين والمقيمين دعموا احتجاجات الطلبة. مما يزيد من تعقيد الوضع، ويجعل بالتالي الأجواء مفتوحة على كافة الاحتمالات الممكنة.

 

اتساع شرارة الاحتجاجات لتصل مدنا أخرى

توسعت التدخلات الأمنية لتشمل مدنا أخرى. ضمنها طنجة، الدار البيضاء، مراكش وأكادير. ومن المنتظر أن تدخل على خط الصدام الساخن مدن أخرى ضمنها فاس وكلميم. كل ذلك في ظل أجواء منع تنظيم الوقفات الاحتجاجية من قبل الجهات الرسمية.

استدعاءات وفتح تحقيقات قضائية في حق مجموعة من الطلبة

الحكومة وبدل البحث عن حلول واقعية وإخفاث أسباب التوثرات القائمة، اختارت لغة التصعيد. وذلك عبر توجيه استدعاءات لمجموعة من الطلبة. وفتح تحقيقات في حقهم. وهو ما اعتبره الطلبة تصعيدًا خطيرًا ومحاولة لتكميم الأفواه. رافضين أسلوب القمع الممارس وإطلاق حملة من المتابعات القضائية على خلفية “جرائم التضامن”.

التصعيد مستمر ولا انفراج في الأجواء

يصر طلبة كليات الطب على التصعيد في وجه الحكومة و”ميراوي”. مؤكدين أن المقاطعة تبقى الخيار الوحيد والأوحد. رابطين حصول أي تحول في المواقف المعلنة بتلبية الحكومة لمطالبهم. وأيضا التوقيع على اتفاق رسمي يحدد المسؤوليات وينهي الصراع القائم.

شروط الطلبة لحل الأزمة

يشترط الطلبة لإنهاء أجواء التوثر القائم توفير ظروف ملائمة لاجتياز الامتحانات. عبر إقامة دورتين. وتوقيع محضر اتفاق يضمن حل الأزمة القائمة. وذلك للحفاظ على حقوقهم الأكاديمية.

إعلان الوزارة إجراءات جديدة يقابل برفض طلابي

على الرغم من إعلان وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار إجراءات جديدة واستثنائية ذات صلة بالامتحانات. إلا أن هاته الإجراءات قوبلت برفض طلابي وإصرار على التشبث بالمقاطعة. كرد على التدخلات الأمنية العنيفة التي كانوا ضحاياها. وأيضا مسلسل المتابعات التي تطال زملاء لهم من قبل الجهات الأمنية والقضائية.

فإلى أفق يسير الصراع القائم بين الحكومة والطلبة؟ وهل سيعود “الوسيط” للاشتغال من جديد للبحث عن أرضية حل تجنب الصراع؟. 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.