رفع واجبات ولوج حديقة الحيوان بعين السبع بالدار البيضاء بين المسؤوليات والجشع
أحمد أموزك
أحمد أموزك
أثار القرار الأخير لجماعة “الدار البيضاء” القاضي برفع أسعار ولوج حديقة الحيوانات “عين السبع”، موجة من الاستياء والغضب بين المواطنين. الذين اعتبروه ضربا بمقتل لقدرتهم الشرائية في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر منها البلاد. وحرمانا لهم بالتالي كما أبناؤهم من زيارة هذا الفضاء الذي أحدث بالأساس من مالية الساكنة لخدمتها لا لخنق أعناقهم.
وحسب مصادر جريدة “العدالة اليوم”. فإن السعر الجديد لولوج الحديقة سيحرم شريحة كبيرة من المواطنين من الاستفادة من هذه المعلمة الترفيهية. والتي كانت تشكل، في السابق. متنفسا للعائلات البيضاوية ولأبنائها.
تجدر الإشارة إلى أن سعر ولوج الحديقة كان، في السابق. 30 درهماً للكبار و10 دراهم للصغار. وهو ما جعلها وجهة محببة لعدد كبير من المواطنين.
الغرابة في الأمر أن مشروع عقد التدبير المفوض، الذي تم الإعلان عنه مؤخرا. حدد سعر ولوج حديقة الحيوانات في 80 درهماً للكبار و50 درهماً للصغار. أي أن نسبة الزيادة بلغت 180%. ولن يقف الأمر عند هذا الحد بل من المنتظر أن يرتفع السعر تدريجياً إلى 100 درهم للكبار و60 درهماً للصغار. وذلك ابتداءً من عام 2029.
مستشارون ينددون بالقرار فمن المسؤول عن إصداره؟ ومن يوقف المتلاعبين؟
في موقف يطرح أكثر من تساؤل حول طريقة تفويت الحديقة والمسؤولية القانونية التي صاحبت تمرير الصفقة؟ ومن المسؤول الأول عن هذا التمرير الفضيحة. الذي ضرب مرفقا اجتماعيا وإنسانيا طالما شكل ملجأ للبيضاويين والبيضاويات والمغاربة، خاصة الأطفال منهم. والذي تحول بقدرة الجشع إلى مرفق استثماري احتكاري هدم كل القيم التي كان قد وجد من أجلها.
وهكذا فقد عبر نائب رئيس مقاطعة “عين السبع” عن استيائه من هذا القرار. مؤكداً أن رفع الأسعار سيشكل عبئاً إضافياً على المواطنين في ظل الأزمة الاقتصادية.
من جهته، أوضح أحد المستشارين الجماعيين بمقاطعة “سيدي مومن”. أن هذا القرار سيجعل الحديقة مهجورة من الساكنة التي كانت تستفيذ من زيارتها بأسعار معقولة في الماضي.
تجدر الإشارة إلى أن القرار أثار نقاشا حادا عبر منصات التواصل الاجتماعي. حيث طالب العديد من المواطنين مجلس جماعة الدار البيضاء بإعادة النظر في القرار. والإبقاء على الأسعار السابقة التي كانت في متناول الجميع.
سيادة الجشع وقرار رفع تسعيرة ولوج حديقة الحيوان ب”عين السبع”
يأتي هذا القرار ليضرب كل معالم الجمال والقيم المثلى التي طالما كرستها المجالس السابقة بجعل الخدمات الاجتماعية والترفيهية ميسرة لكافة البيضاويين والبيضاويات. ليأتي المجلس الحالي فيقضي على هاته الفلسفة التدبيرية السابقة ويحول هاته المرافق إلى أيدي مضاربين.
الأمر واضح للعيان ولا يحتاج لا للتفلسف ولا للشرح. فأن ترتفع تسعيرة ولوج الحديقة بأكثر من 150%. بعد أن قفزت من 30 درهماً للبالغين و10 دراهم للصغار، في السابق. إلى 80 درهماً للبالغين و50 درهماً للصغار، حاليا. ومن المنتظر أن تصل هاته الزيادة، لاحقا. إلى 200%، حيث ستصل التسعيرة إلى 100 درهم للكبار و60 درهما للصغار ابتداء من عام 2029.
الأكيد أن القرار هو صك اتهام للمجلس بالتخلي عن البعد المواطناتي في التدبير لفائدة البعد الاستثماري حتى في متنفس الناس. وهو ما يعاكس الثقة التي وضعت فيه لخدمة الساكنة وليس أصحاب الرساميل. وهو الأمر الذي أثار موجة من الغضب والاستياء بين المواطنين الذين يرون في هذا الارتفاع انعكاساً لجشع لا يراعي أوضاعهم المعيشية.