“توحدي أنا” رحلة في استكشاف عوالم التوحد والبحث عن العلاج والانذماج + فيديو
محمد حميمداني
محمد حميمداني
التوحد، طيف التوحد، هو اضطراب نمائي عصبي يؤثر على تفاعل الفرد مع الآخرين. وبالتالي على مهارات المصاب في التواصل والسلوكيات المتكررة. فبحسب تقارير حديثة، أظهرت الأبحاث تطورات مهمة في فهم هذا الطيف وطرق علاجه.
أوضح الأستاذ “بدر الديت آيت الخوي” الباحث في مجال التوحد، وأب لطفل مصاب بالتوحد. ومدرب دولي وكاتب في المجال. بناء على دراسات منجزة أن الكشف المبكر عن التوحد يمكن أن يكون مفتاحًا لتحسين حياة المصابين به.
تجدر الإشارة إلى أن الأبحاث الحالية تركز على استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات لتحسين دقة التشخيص. وهو ما سيساعد الأطباء على تحديد علامات التوحد في الأطفال قبل سن الثانية. مما سيمنح فرصة للتدخل المبكر وتحقيق نتائج إيجابية.
أحد أحدث التطورات هو اعتماد إدارة الغذاء والدواء الأمريكية لبعض العلاجات التي تركز على تعديل السلوك وتحسين المهارات الاجتماعية. كما تم تطوير تقنيات جديدة، منها جلسات العلاج باستخدام الروبوتات والتطبيقات الرقمية. وذلك بغاية تعزيز تفاعل الأطفال وتحسين مهاراتهم الاجتماعية بشكل ممتع وفعال.
التحديات والمستقبل
رغم التقدم الملحوظ، لا تزال هناك تحديات ذات صلة بتوفير العلاج على نطاق واسع، خاصة في الدول النامية. ويشدد الخبراء على أهمية زيادة الوعي المجتمعي ودعم الأسر التي تواجه هذه التحديات.
ويتطلب التعامل مع التوحد نهجًا شاملاً يشمل الأسرة، المؤسسات التعليمية والخدمات الصحية. وهناك دعوة متزايدة لتطوير سياسات تضمن إدماج الأطفال المصابين بالتوحد في المدارس والمجتمعات بشكل يضمن مساواتهم في الحقوق والفرص.
في هذا السياق اوضح “الأستاذ بدر الدين”، من موقع الأب والباحث في مجال التوحد. أن التوحد ليس إعاقة بل اضطراب نمائي. وهو ناجم عن عدم وصول نسبة الاوكسيجين بالشكل الكافي. مضيفا أن تعامل المجتمع مع مثل هاته الحالات صعب الوصول للعلاج. مبرزا أن نسبة الإصابات بالتوحد في الولايات المتحدة هي حالة إصابة واحدة من أصل 34، “1/34”.
واوضح قائلا: “نحن الآن في الجيل الرابع” وأن الترافع في الموضوع في المغرب لم يبدأ إلا عام 2006. مضيفا أن التوحد اضطراب نمائي يؤثر على معاملة الطفل مع المجتمع وهو درجات. مبرزا أن نسبة كبيرة يعانون من طيف التوحد، والأمر هنا يتعلق بحالة بسيطة لا تدعو للقلق. فيما يعاني آخرون من نسب عالية، وهي الحالات المستعصية التي يصعب انذماجها في المجتمع.
وأبرز أن التشخيص هو الخطوة الأولى اللازمة والمطلوبة، وهو معضلة كبرى في المغرب. حيث يتطلب عمل فريق طبي متكامل، مكون من أطباء علم النفس والأعصاب ومصححي النطق…. مضيفا أن المتابعة تستمر مدة 21 يوما، ليتم تحديد نسبة الإصابة بعدها.
وحول الكتاب الذي أصدره في الموضوع والذي يحمل عنوان “أنا توحدي” قال “الأستاذ بدر الدين” أن الكتاب تلخيص لتجربة شخصية عاشها بالجنوب إلى لحظة اكتشاف إصابة ابنه بالتوحد. ونقل لمعاناة الأسرة بعد اكتشاف إصابة ابنها بالتوحد وتعاملها معها. مضيفا أنه تعامل مع الكتاب ككاتب وليس كراو. لأن الرواية هي بصوت ابنه المصاب غير الناطق. أي بصوت طفل توحدي.
وأوضح أن لحظة اكتشاف إصابة الابن “محمد” بالتوحد كانت صعبة. والأصعب البحث عن حلول، من خلال رحلة امتدت من جنوب المغرب إلى العاصمة “الرباط”. معتبرا أن الأمر شكل صدمة للأسرة. مبرزا أن معرفة هذا العالم وتقاسم التجربة وإيصال الفكرة بأن يتعلق باختلال وليس إعاقة هي النقطة الأساسية التي يجب الكفاح من أجل ترسيخها.
وأفاد بأن “توحدي أنا” خطوة لمشاركة التجربة مع الآخرين. مع تسجيل غياب معرفة ومراجع ذات صلة بالحالة. كما أنه محاولة لتقويم نظرة المجتمع للأطفال التوحديين. مضيفا أن الهدف الأسمى يتمثل في أخذ المبادرة في التعامل مع المرض بدل المعاناة في صمت. وأيضا إيصال الفكرة وتقاسم تجربة التكوين الذاتي والتوعية بالحالة من خلال ثقافة الإعاقة وطرق التعامل مع كافة الحالات.
للمزيد حول أحدث العلاجات والمعلومات عن التوحد، يمكنكم مشاهدة الفيديو [هنا].