هل انتهى عهد الصحافة الورقية بالمغرب؟
بقلم: سعيد ودغيري حسني
بقلم: سعيد ودغيري حسني
بدون شك، تشهد الصحافة الورقية في المغرب تراجعًا مستمرًا منذ سنوات. بفعل عدة عوامل تتشابك بين التغيرات التكنولوجية والثقافية والاجتماعية. هذا التراجع لا يخص المغرب وحده، بل هو جزء من ظاهرة عالمية تواجهها الصحافة الورقية في كل مكان.
عوامل التراجع
1. الثورة الرقمية، فمع انتشار الإنترنت والهواتف الذكية، باتت المعلومة متاحة للجميع بسرعة وبتكلفة منخفضة. وهو ما جعل القارئ يبتعد عن الصحف الورقية التي تتطلب وقتًا أطول للوصول إلى الأخبار.2. تغير سلوك القارئ، حيث أصبح القارئ المغربي يفضل الأخبار السريعة والمختصرة التي توفرها منصات التواصل الاجتماعي. بدلًا من قراءة المقالات الطويلة والتقارير المتعمقة التي تتطلب وقتًا وجهدًا.3. الأزمة الاقتصادية، حيث أدى ارتفاع تكاليف الإنتاج والطباعة والتوزيع. بالإضافة إلى تراجع عائدات الإعلانات، إلى إضعاف الصحف الورقية وجعل استمرارها صعبًا.4. التنافس غير العادل، إذ تواجه الصحافة الورقية منافسة شرسة من المنصات الرقمية التي تعتمد غالبًا على نسخ المحتوى دون تكلفة تُذكر. ما يُضعف من قدرة الجرائد التقليدية على البقاء.
هل انتهت الجرائد الورقية تمامًا؟
رغم كل هذه التحديات، لا يمكن القول إن الصحافة الورقية انتهت تمامًا في المغرب. فبعض الصحف الكبرى لا تزال تصدر وتحتفظ بجمهور وفيّ. خاصة من الأجيال الأكبر سنًا الذين يفضلون الملموس على الافتراضي. كما أن الصحافة الورقية تُعتبر وثيقة تاريخية وثقافية لا يمكن الاستغناء عنها.
ما الحل؟
على الصحافة الورقية أن تعيد اختراع نفسها لتواكب العصر. يمكنها التركيز على التحليل المعمق، والقصص الاستقصائية، والمحتوى المتميز الذي يصعب العثور عليه في الإنترنت. كما يمكنها تطوير نسخ رقمية تفاعلية وإيجاد نماذج تمويل جديدة تعتمد على الاشتراكات والخدمات المميزة.
ختامًا، الصحافة الورقية بالمغرب قد لا تعود إلى سابق عهدها الذهبي. لكنها لن تختفي بالكامل. ستظل، بشكلها التقليدي أو الرقمي، حاضرة كجزء من المشهد الإعلامي. لتذكّرنا دائمًا أن الكلمة المكتوبة كانت ولا تزال إحدى أهم أدوات التغيير والإلهام.