جائزة بيت الصحافة: نور التميز يضيء دروب الإعلام المغربي من “طنجة”
بقلم: سعيد ودغيري حسني
بقلم: سعيد ودغيري حسني
طنجة/ المغرب – مساء العاشر من يناير 2025، عاشت مدينة “طنجة” لحظة استثنائية. حيث احتضن “بيت الصحافة” الدورة الأولى ل”جائزة الثقافة والإعلام”، بحضور نخبة من المسؤولين والمثقفين والإعلاميين.
حدث شكل لحظة تكريم لرموز أسهمت بإبداعاتها في تعزيز مكانة الإعلام المغربي. وأيضا احتفاءً بمساراتهم الثرية التي جمعت بين الالتزام بالثوابت والانفتاح على آفاق التحديث.
وقد عرف الحدث حضور شخصيات بارزة. ضمنها “السيد عمر مورو”، رئيس “مجلس جهة طنجة-تطوان-الحسيمة”. “السيد يوس التازي”، والي الجهة. “السيد عبد الخالق المرزوقي”، عامل “إقليم الفحص-أنجرة”.
وقد كان اللقاء مناسبة للاحتفاء بكوكبة من الأسماء اللامعة التي تركت بصماتها في مختلف ميادين الإعلام والثقافة.
وجوه مكرمة ومسارات ملهمة
في أجواء ملؤها التقدير والعرفان تم تكريم الإعلامي القدير “الصديق معنينو”، الذي يعد نموذجاً في العمل الإعلامي المتفاني. وذلك بما قدّمه من عطاءات أثرت المشهد الوطني. كما تم الاحتفاء بالباحث والمؤرخ “عبد العزيز البوجدايني”، صاحب الإسهامات العميقة في توثيق التراث المغربي.
أما الإعلامي “عبد الصمد بنشريف” فقد تألق باسمه كواحد من أبرز الأصوات الفكرية. فيما أثبتت الكاتبة والصحافية “فاطمة الزهراء الورياغلي” حضورها كصوت نسائي قوي ومؤثر. من جهة أخرى تم الإثناء على عطاء المخرج والمنتج “مصطفى أقلعي” لدوره الريادي في تطوير المشهد السمعي البصري. فيما جاء تكريم الصحافي الفرنسي “فيليب بولون” كتقدير لعلاقته الوثيقة بالمغرب ودعمه لقضايا الهوية والانفتاح الثقافي.
بين الحروف.. ابتسامة شاعر
وأنا أتأمل المشهد من مكاني، لم أستطع إلا أن أبتسم. ككاتب وشاعر شعرت أن هذه اللحظة تشبه قصيدة كتبت بعناية. كل بيت فيها يحكي قصة من قصص العطاء. رؤيتي للفرح في عيون المكرمين والحماس الذي خيم على القاعة كان كافياً ليجعلني أوقن أن الإعلام ليس مجرد مهنة بل رسالة يحملها عشاق الكلمة الحرة.
ابتسامتي امتزجت بامتنان لهذه المبادرة التي أعادت الاعتبار لمن وهبوا حياتهم لبناء جسور بين الماضي والحاضر. ومنحوا للإعلام المغربي مصداقية وثقلاً.
رسالة إلى المستقبل
إن مثل هذه المبادرات تحمل في طياتها أفقاً جديداً، ليس فقط لتكريم الرواد. بل أيضا لإلهام الأجيال القادمة. أرى هذه الجائزة بداية عهد جديد، يمكن أن يمتد ليشمل جميع المجالات الثقافية والإبداعية. وذلك في إطار رؤية تتجاوز الحدود الجغرافية، وتُبرز دور الإعلام كوسيلة للتغيير الإيجابي.
وأنت يا أيها الإعلامي الشاب، اجعل من هذه اللحظة درساً. لا تتوقف عند حدود الكلمة، بل اجعلها طاقة تحمل رسائل الأمل والتغيير. فالإعلام المغربي لا يزال بحاجة إلى أصوات صادقة وشجاعة، تماماً كما رأينا في الأسماء التي كُرِّمت في هذه الدورة.
ختاماً، أقول: “جائزة بيت الصحافة هي شعلة جديدة تُضاف إلى مسيرة المغرب الإعلامية، وتبقى كلمة “الإبداع” هي المفتاح الذي يعبر به الإعلامي إلى قلوب الناس”.