تقارب مغربي أمريكي زمن “ترامب” وتوثر في علاقات “واشنطن” ب”مدريد” أي أفق؟
العدالة اليوم
العدالة اليوم
مدريد/ إسبانيا ـ يرى محللون أن العلاقات الأمريكية الإسبانية لم تكن أولوية على ولاية الرئيس الأمريكي، “دونالد ترامب”، السابقة. مستبعدين أن تشهد تغيرًا خلال ولايته الحالية. فيما تعرف علاقات “واشنطن” مع “الرباط” تحولات استراتيجية نحو مزيد من التمثين. فأي تأثير سيكون لهذا التقارب على علاقات المغرب وإسبانيا والمنطقة؟.
وتعود فصول تزايد حالة التوثر بين البلدين لعدة عوامل. ضمنها الإنفاق الدفاعي المنخفض ل”مدريد”. إضافة للتباين الأيديولوجي العميق بين “ترامب” ورئيس الوزراء الإسباني، “بيدرو سانشيز”.
في الجانب الآخر، كتبت صحيفة “الموندو” الإسبانية أن “المملكة المغربية تبدو في موقع مميز لدى الإدارة الأمريكية الجديدة”. مبرزة أن “واشنطن” تعتبر المغرب “حليفًا استراتيجيًا مهمًا في المنطقة”. وهو ما سينعكس على السياسة الخارجية الأمريكية تجاه قضايا إقليمية ضمنها الصحراء المغربية.
وعلى نقيض ذلك، نقلت الصحيفة غياب أي اتصال بين “ترامب” أو وزرائه مع نظرائهم الإسبان منذ تنصيبه. فيما شهدت علاقات “واشنطن” بدول مثل “بولندا”، “إيطاليا”، “فرنسا” و”ألمانيا” تواصلًا مباشرًا مع الإدارة الأمريكية.
في الشأن ذاته لم يظهر وزير الخارجية الأمريكي، “ماركو روبيو”، المتقن للغة الإسبانية. اهتمامًا خاصًا ب”إسبانيا”. فيما أجرى اتصالات مع مسؤولين مغاربة. وهو الأمر الذي أثار تساؤلات حول مستقبل العلاقات بين “واشنطن” و”مدريد”.
وشهدت الفترة الأولى من رآسيات “ترامب” حدة في الانتقاد الموجهة من قبل “واشنطن” ل”مدريد”، خاصة خلال قمة “الناتو” لعام 2018. حيث اتهم “ترامب” إسبانيا بعدم الإسهام الكافي في الإنفاق الدفاعي، ولم يتغير موقفه المعبر عنه خلال ولايته الجديدة.
والادهى من ذلك أن “ترامب” لا يثق في “إسبانيا”. إذ لا يرى أنها تملك الثقل الاستراتيجي الذي تتمتع به دول مثل “فرنسا” أو “ألمانيا”. كما لا ينظر إليها كحليف استراتيجي أيديولوجيًا مقارنة مع دول مثل “المجر” و”إيطاليا”.
وتوجه إدارة “ترامب” الجديدة أسطرلاب علاقاتها نحو أولويات جيوسياسية أخرى. ضمنها آسيا وأمريكا اللاتينية والشرق الأوسط. إذ تحظى دول مثل “إسرائيل”، “السعودية” و”الإمارات العربية المتحدة” باهتمام أكبر.
في المقابل، تستمر “واشنطن” في تعزيز وتعميق علاقاتها مع “المغرب”، وهو ما قد يؤدي لحدوث تغييرات كبيرة في التوازنات الإقليمية. إذ تعتبر إدارة “ترامب” المملكة المغربية حليفًا استراتيجيًّا هامًّا في المنطقة. فيما تتسم علاقات إدارة “ترامب” ب”مدريد” بالتوثر. وهو ما يتجلى في القطيعة الدبلوماسية الأمريكية-الإسبانية. حيث لم يُسجَّل أي اتصال مباشر بين “ترامب” أو مسؤولين كبار في إدارته ونظرائهم الإسبان منذ تنصيبه، عكس دول أوروبية أخرى. في حين أجرى مباحثات مع مسؤولين مغاربة.
وتبرز “الموندو” أن تعزيز “العلاقات الأمريكية-المغربية” قد يزيد من حدة التوتر مع “إسبانيا” التي تخشى من تراجع نفوذها في المنطقة.
وهو توجه من “واشنطن” يُنذر بتحوُّلات في شكل التحالفات التقليدية. مع إعادة تقييم دور الحلفاء الأوروبيين مقابل شركاء جدد في الجنوب العالمي.