الزلزال والاِستشعار بالمغرب!!

أحمد العسالي

أحمد العسالي

 

لم يكن هناك لا إشعار، ولا توقّع، ولا شئ من هذا القبيل كان ينتظره المواطن. حكومة غير مهتمة بالزلزال، إعلام نائم لا يتكلم إلا بعد الحدث أو الفاجعة… و بعدها حدث ولا حرج.

مصالح ادارية كثيرة تصرف فيها أموال من الوزارة المعنية وزارة ال… مخططات التأمين وتدبير المخاطر لكن…، حدث ولا حرج…. تكنولوجيا في صفقات… لكن غير مستعملة او غير موظفة توظيفا أمثل وناجع، حتى و إن كانت موجودة، منها ما هو مركون في الزوايا تحفظه غبار السنوات و التقادم.

نتساءل لماذا الكذب و الإفتراء حتى على الزلزال وادعاء الإستشعار القبلي؟

صدفة، و لحظة الزلزال كنت خارج البيت، فلاحظت أن القطط و الكلاب اختفت مباشرة قبل الزلزال ببضع ثوان ك: “الحدس الحسي “SINSIBLE INTUITION” ادعاه الفيلسوف الفرنسي “هنري برجسون”، واكثر من هذا. الإستشعار والحس العقلي والقلبي والذهني والحس الرباني الذي وهبها الله…

الإشعار أو الإستشعار؛ هو إخبار المواطنين بأن الزلزال سيكون، و بشكل عملي مسبق و أنه يتوقع أن يكون في اليوم، الساعة، الدقيقة، الثانية والموقع…، كما في الدول المعروفة بعلاقاتها مع مواطنيها بتوقعاتها وتكنولوجايتها الذكية المستعملة؛ بالديمومة و اللاانقطاع و الاستشعار المسبق والآني معا لمواطنيها، وعبر كل سائل الإعلامي، وكل الوسائل الحديثة المتاحة التي أخرجت و تمكنت من إخراج بلدانها من كوارث ومآثم أخطر من زلزال الحوز… حتى يأخذ المواطن كل اليقظة ، الإحتراز و الإحتياطات اللازمة. أما بعد حدوث الزلزال؛ فهو فقط خبر يتداول، و موضوع حديث على السنة الناس، حول كيف الأرض “مشات وجات”، ورحم الله من ماتوا ومنهم من لا زال مشردا بعد الزلزال.

بإقليم الحوز، حدثت هزات قوية، خلال الزلزال الذي وقع سنة 2023. بقوة 5.8 على سلم ريشتر، وذهب ضحيته 5000 قتيل؛ و لازالت معاناة الكثير ممن بقي من المغاربة مشردا، حيا أو من لم يأخذ مستحقاته بسبب. إما الفساد أو النصب والاحتيال أو التماطل او زبونية…؛ ليبيت في البرد القارس والعراء.

والفارق الكبير بين الزلازل الثلاثة هو أن قوة الإعلام وخاصة الإعلام الرقمي والذكاء الإصطناعي حاضر وفرض نفسه على الكوارث ومآثم الناس. و به يعرف الجميع كل كبيرة وصغيرة. و في كل بقعة من البقع المنكوبة، وبكل مظاهر الحياة حسنها وسيئها، مع حضور جد مكثف للمجتمع المدني والمواطن…الخ

قبله زلزال الحسيمة الذي وقع سنة 2004 بقوة 6.3 درجات على سلم ريشتر، وكان فعلا هولا، قاتلا و مدمرا، ذهب ضحيته631 شخصا بالحسيمة والنواحي. كانت كارثة مدمرة لمعمار عروسة الشمال.

قبله، بعقود ثلاثة و بعض السنوات، حدث زلزال أكادير، الفاجعة الذي هز الأرض من تحت أقدام المغاربة سنة 1960 بقوة 5.8 درجات على سلم ريشتر؛ ولم يتجاوز 15 ثانية فقط. ذهب ضحيته 15000 قتيلا، وعدد كبير من الجرحى و المعطوبين أكثر من 13000 جريح و معطوب. وكان هَولًا على جميع المغاربة، حينذاك لم تكن مواقع التواصل الإجتماعي، ولا تطبيقات الذكاء الاصطناعي، ولا الميتافيرس… ولكن كل المغاربة كانوا متواصلين و متضامنين مع اخوانهم ضحايا زلزال الحسيمة انست الجميع مآسي اخطار وكوارث الزلزال.

وكان الله حافظنا.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.