بقلم الأستاذ محمد عيدني
في عصر تتسم فيه المعلومات بالسرعة في الانتشار عبر وسائل التواصل الاجتماعي. أصبحت الشائعات ظاهرة سلبية تؤثر على المجتمعات، خصوصًا في السياسة والعلاقات الدولية. فقد ازدادت وتيرة الشائعات حول وفاة ملك المغرب، محمد السادس، حفظه الله. والتي تعمل بعض وسائل الإعلام الجزائرية على ترويجها. فهذا الخبر لم يكن سوى كذبة. وقد أثار جدلاً واسعًا مظهرا كيف يمكن للإعلام أن يلعب دورًا في تشكيل الآراء العامة وصناعة القلق.
أصول الخبر والشائعات
تؤثر الشائعات على العلاقات بين الدول، وقد تحمل تأثيرات بعيدة المدى. فحالما انتشر خبر وفاة الملك، تم تقديم التعازي من عدة جهات، مما يدل على حسن النية في بعض الأحيان. بينما ظهر في أحيان أخرى مدى تأثير الشائعات عندما تدعمها مصادر إعلامية غير موثوقة. ويبقى السؤال المطروح ذا صلة بالسيطرة الحكومية على الإعلام في الجزائر؟. أم أن هناك استهدافًا محددًا وواعيًا للمغرب باعتباره شخصية مؤثرة في المنطقة؟.
الإعلام الجزائري: بين الحقيقة والإشاعة
تتراوح الآراء حول ما إذا كان الإعلام الجزائري وجها من قبل العسكر. إذ يبدو أن العديد من وسائل الإعلام الجزائرية تركز على قضايا خارجية، مثل الأحداث في المغرب. وهو ما يعكس عدم الاستقرار أو غياب القضايا التي تهم المواطن الجزائري. وتتزايد التساؤلات حول أزمة المحتوى التي يعيشها الإعلام الجزائري. حيث تعتبر الشائعات محاولة لصرف الانتباه عن قضايا أكثر إلحاحًا داخل الجزائر.
العلاقات المغربية الجزائرية: نحو بناء وتعزيز الثقة
تميزت العلاقات بين المغرب والجزائر تاريخيا بالتوتر لأسباب متعددة. ويمكن للشائعات أن تؤدي لمزيد من خلق مشاعر العداء. وهو ما يضر بالعلاقات الثنائية. الرسالة واضحة، فالمغرب في وضع قوي، وملك البلاد يُعزز روح الوطنية والتقدم. على عكس ما يتم تداوله في بعض الأوساط الإعلامية الجزائرية.
يجب على الإعلام الجزائري إعادة النظر في سياساته ومحتواه. والعمل على تقديم مواضيع وقضايا تهم الشعب، بدلاً من الإسراف في نشر إشاعات قد تؤدي إلى تفاقم الخطاب العدائي. يجب معالجة الأنباء المتعلقة بالمغرب بحذر وموضوعية. وذلك لتعزيز فرص بناء علاقات إيجابية ومستدامة بين الدولتين.
إن الشائعات تمثل واحدة من ضغوطات العصر الحديث، والمأمول هو أن يلتزم الإعلام بكافة أشكاله بحقيقة المعلومات. وأن يسعى لتقوية الثقة بين الشعوب.
فالمغرب مستمر في السير نحو تحقيق أهدافه. متمسكًا بمكانته الرائدة في العالم، بعيدًا عن القيود التي تفرضها الشائعات والمعلومات المغلوطة.