دلالات وأبعاد صفعة “الاتحاد الأفريقي” للجزائر ودعم المواقف المغربية والأممية
محمد حميمداني
محمد حميمداني
أديس أبابا، إثيوبيا – أبعدت الدبلوماسية المغربية ملف الصحراء المغربية عن أجندة اجتماعات قادة الاتحاد الإفريقي، المنعقدة في “أديس أبابا”. على الرغم من الجهود التي بذلها خصوم الوحدة الترابية لفرض هذا الملف ضمن جدول أعمال التداول الأفريقي. وذلك في مسعى لتهريبه من إطاره الأممي بعيدا عن الشرعية الدولية.
وبهذا التوجه تتجه القارة الأفريقية لمعالجة القضايا الكبرى التي تواجه نمو القارة السمراء. والتي تعيق تطورها وتهدد استقرارها. متجاوزة بذلك الطروحات الانفصالية التي لا تساهم إلا في تغدية الصراعات وإنتاج التخلف الاقتصادي والاجتماعي والتأخر التنموي والفوضى السياسية.
وقد فرض المغرب بهذا النجاح معادلة جديدة على صعيد القارة السمراء أساسها بناء علاقات دبلوماسية وسياسية جديدة تتجاوز الهيمنة البائدة للدبلوماسية الشائخة الجزائرية المغذية للاضطرابات في القارة. والموظفة للغاز كورقة ضغط لمجارات أطماع عسكر الجزائر التوسعية. القائمة على خلق أجواء عدم الاستقرار في المنطقة.
فجوهر العقلية الدبلوماسية في الجزائر لا يقوم على معاداة المغرب ومصالحه فحسب. بل يتجاوزه لخلق أجواء من التوثر وإشعال المنطقة بالفتن. وذلك على اعتبار أن هذا الأسلوب هو الوسيلة الوحيدة لتمكين كابرانات الجزائر من الاستفادة من المالية العامة. وذلك تحت دعاوى الحفاظ على الامن الداخلي. وتهريب أزماته الداخلية نحو دول الجوار.
وبهاته الصفعة تقوم افريقيا أسطرلاب توجهها نحو مصالحها التنموية والاقتصادية وتمثين علاقاتها الاستراتيجية مع المغرب. بهدف تحقيق مطامح القارة في إطار سياسة رابح رابح. متجاوزة التوجهات الجزائرية المحنطة للسياسات الأفريقية والجاعلة منها ادوات لتمرير الصراعات وإشعال الفتن في منطقة الساحل وغرب أفريقيا.
وهو نجاح ينضاف لسلسلة النجاحات التي حققتها الدبلوماسية المغربية تحت قيادة عاهل البلاد، محمد السادس، نصره الله. وهو ما أثمر تحولات كبرى لفائدة الاعتراف بمغربية الصحراء. الأمر الذي ضيق الخناق على الجزائر وأطروحاتها المهددة للأمن والاستقرار في المنطقة.
فإجماع قادة الاتحاد الإفريقي على إبعاد الطروحات الجزائرية يعكس مستويين. الأول، يتجلى في قدرة الدبلوماسية المغربية على إحداث اختراق استراتيجي وسط القارة. وهو الأمر الذي عكسته سلسلة الاعترافات بمشروعية وحقوق المغرب السيادية على صحرائه. ورفض كل اشكال التدخل في سيادة الدول. والثاني، إيمان قادة القارة السمراء بأن مصلحة أفريقيا تكمن في تعاونها المثمر من أجل بناء مؤسسات أفريقية قوية. وخدمة مطامح شعوب القارة. والأهم من ذلك كله اقتناع قادة الدول الأفريقية بأن الحل الأوحد لمشكلة الصحراء المغربية المفتعلة يوجد بين أروقة مجلس الأمن الدولي والأمم المتحدة
خطوة تعزز قدرة المغرب على إقناع العالم بموضوعية الحل المقترح من قبله. القائم على اقتراح الحكم الذاتي في إطار السيادة المغربية. وهو الاقتراح الذي وصفته جل دول العالم بالواقعي والموضوع والمقبول. وهو ما تعزز من خلال هاته الخطوة الأفريقية التي جففت منابع الدعاية الجزائرية المستغلة للمنظمات الأفريقية للدفاع عن أطروحة الانفصال.
وبهذا القرار تتلقى الجزائر صدمة كبرى مع انحسار قوتها وهيمنتها على القارة الأفريقية والاتحاد الإفريقي. وهو ما يعكس تبدلا جذريا في موازين القوى لصالح المغرب. وواقعية طروحاته القائمة على الوحدة والبناء والتنمية الشاملة للقارة الأفريقية المنطلقة من التعاون افريقي أفريقي.