دلالات وخلفيات الاعتداء على “مول الحوت” في أكادير والأمن يتحرك

محمد حميمداني

محمد حميمداني

 

أكادير، المغرب ـ تعرض بائع الحوت الشهير، “عبد الإله الحوات”، المعروف إعلاميا ب “مول الحوت”. لاعتداء خطير بمدينة “أكادير”. والتساؤل المرجعي ذا الصلة هو حول الخلفية والدلالات التي يحملها هذا الاعتداء؟ وفيما إذا كان ذا صلة بمواقفه الإنسانية المواطناتية والاجتماعية لفائدة الفئات الفقيرة ببيعه السردين، أكلة الفقراء،  ب5 دراهم فقط. وهو ما كسر سطوة المضاربين وأغنياء الأزمات والسماسرة وداعميهم. 

فالكشف عن الدلالات العميقة لهذا الاعتداء الشنيع تبقى إحدى الاولويات في عمل عناصر الأمن البحثي للكشف عن المتصل والدافع الفعلي والمحرض على ارتكاب هذا الفعل الحرمي. الذي يحمل العديد من الدلالات. أهمها تحالف لوبي الفساد وعمله الجاد على تخريب الاستقرار الوطني. والذي لا يقل في خطورته عن خلايا تنظيم “داعش” الإرهابي المفككة مؤخرا في إنجاز امني. والأمل يبقى معقودا في أن يساهم أمن أكادير في تفكيك شبكة المضاربات المهددة للأمن والاستقرار المجتمعي.

تجدر الإشارة، إلى أنه لا يمكن قراءة فعل الاعتداء بمعزل عن قرار “عبد الإله” خفض أسعار السردين. الأمر الذي عُدّ تحديًا لجهات معينة في سوق الأسماك بالمغرب. وهو ما يصب في إطار الصراع المستمر بين البائعين والمحتكرين الذين يسعون للحفاظ على أسعار مرتفعة.

كما لا يمكن قراءته بمعزل عن كون “مول الحوت” هو رمز وتجسيد للتغيير في سوق الأسماك. حيث تمكن من جذب الزبائن بسياساته التسعيرية. وهو ما شكل تهديدًا للمافيا التي تسيطر على الأسعار. وقد اتجهت الأنظار نحو الجهات المحتملة المستفيدة من فعل الاعتداء، خصوصًا وأن “الحوات” أصبحت له قاعدة جماهيرية واسعة. كما أن أسعاره التنافسية تهدد الاحتكار والمحتكرين في سوق الأسماك.

الأكيد أن التحقيقات المستمرة التي تباشرها الأجهزة الأمنية ب”أكادير” ستسلط الضوء على الدوافع الحقيقية وراء الاعتداء. وما إذا كانت هناك صلات مباشرة بين الحادث ومافيا الأسماك أو مجموعات أخرى تسعى لرفع الأسعار في السوق.

أجهزة أمن أكادير تباشر تحقيقا في الاعتداء الذي تعرض له “مول الحوت”

باشرت مصالح الأمن الوطني في مدينة أكادير تحقيقًا عاجلًا. ذا صلة بالاعتداء الخطير الذي تعرض له بائع الأسماك الشهير “عبد الإله الحوات”، مساء الجمعة 7 مارس 2025. وهو الحادث الذي وقع أثناء بث مباشر “للحوات” وهو يفتتح فرعًا جديدًا لمشروعه، الذي أطلقه بداية الأسبوع.

وكان “الحوات” قد اعتمد سياسة تسعير منخفضة لبيع الأسماك. وهو ما جذب اهتمامًا كبيرًا وجمهورًا واسعًا عبر مقاطع الفيديو التي يبثها بشكل مباشر. هذا النجاح جعله متميزًا في السوق كما زاد من عدد المتابعين لمشاريعه ومبادراته.

ويبقى الغموض يلف الملف لحدود الساعة وسط تساؤلات متفجرة ومطالب لتحقيق العدالة في الملف. ومتابعة الفاعلين الاصليين والمحرضين والدافعين لارتكاب الجرم. خاصة وأن كل القرائن تفيذ بأن القضية أكبر من اعتبارها حادثا عرضيا. بل ذات صلة بمافيا الأسماك التي لم تستسغ تعريتها من قبل “مول الحوت” عبر خرجاته الكاشفة لمضاربتها وتلاعبها بالسوق. أو عبر التسعيرة المخفضة التي اعتمادها. خاصة وأن جهات رسمية عليا دخلت على خط إنصاف “الحوات”. كما أن الملف فتح على مجموعة من المداهمات التي طالت مستودعات تخزين الأسماك بشكل غير قانوني من أجل التحكم في الاسعار. والأكيد رفعها عند الحاجة، كما في رمضان. لمستويات قياسية بما يحقق تراكما في الأرباح لأغنياء الحروب والأزمات. والقضاء بالتالي على كل أمل مجتمعي بمغرب جديد يسع كل أبنائه وينعم في ظله كل المغاربة بالأمن والاطمئنان.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.