اتساع حركة مقاطعة المنتجات الأمريكية عالميا ردا على تغول “ترامب” فإلى أي أفق تسير؟
محمد حميمداني
محمد حميمداني
واشنطن، الولايات المتحدة ـ تنامت حركة دولية لمقاطعة المنتجات الأميركية من الدول الاسكندنافية إلى كندا وبريطانيا فدول أخرى. توسع المقاطعة يأتي كرد فعل شعبي على سياسات الرئيس الأميركي، “دونالد ترمب”. وقراراته بفرض رسوم جمركية بشكل متكرر. والتي لم تسثتن حتى أقرب الحلفاء.
تأتي هاته الحملة الشعبية المناهضة لسياسات “ترامب” الجمركية وسط ما يتعرض له هذا الأخير من انتقادات شديدة نتيجة هاته السياسة المنتهجة.
الكنديون قرروا مواجهة تغول “ترامب” من خلال مقاطعتهم للمنتجات الامريكية والاستعاضة عنها بشراء منتجات محلية وتطوير تطبيقات تساعد المستهلكين على تجنب المنتجات الأميركية. وقد وصل الأمر حد استهجان الجمهور الكندي النشيد الوطني الأميركي، خلال مباريات الهوكي.
السويد من جهتها، لم تسلم من موجة الرفض هاته. حيث أنشأ نحو 40 ألف شخص مجموعة على “فيسبوك” تدعو لمقاطعة المنتجات الأميركية.
كما لاحت في الأفق ردود فعل قوية جدا من قبل عدد من الشركات. حيث أعلنت شركة “Haltbakk” النرويجية أنها ستوقف تزويد السفن الأميركية بالوقود. ناقلة استياءها من تصرفات الإدارة الأميركية.
ترامبيا، ونتيجة هاته الحملات الشعبية المضادة. فقد عبر الرئيس الأمريكي عن استيائه من تأثير المقاطعة على شركة “تسلا”. معتبرا أي أعمال عنف ضدها، “إرهاباً محلياً”. مؤكدًا دعمه ل”ماسک”.
ومن المنتظر أن تشهد الأيام المقبلة اتساع موجة مقاطعة المنتجات الامريكية بكل من أوربا وكندا ودولا أخرى. وذلك لإيقاف هذا التغول الامريكي. وهو ما سينعكس سلبا على الاقتصاد الأمريكي.
وقائعه على الأرض أفشلت تصور “ترامب” الذي اعتبر أن بوابة حل أزمات الاقتصاد الأمريكي هو فرض رسوم جمركية مرتفعة على دول العالم. إلا انها انقلبت عليه وبقوة الإرادة الشعبية وتكثل الدول للرد على سياسات “ترامب” هاته. وهو ما يمكن تلمسه مع بداية فتور خطابات “ترامب” ذات الصلة بالرسوم الجمركية. بعد الضربات الموجعة التي تلقاها خاصة في كندا.
في السويد، انضم نحو 40 ألف مستخدم لمجموعة على “فيسبوك” تدعو لمقاطعة الشركات الأميركية. بما في ذلك المنصة نفسها. مع عرض بدائل للمنتجات الاستهلاكية الأميركية، وفقاً للصحيفة.
وفي هذا السياق كتب أحد أعضاء المجموعة: “سأستبدل أكبر عدد ممكن من السلع الأميركية، وإذا فعل الكثيرون الأمر نفسه. فسيكون لذلك تأثير واضح على المعروض في المتاجر”.
في الدنمارك، أثارت تهديدات “ترامب” بوضع منطقة “جرينلاند” ذات الحكم الذاتي تحت السيطرة الأميركية. غضباً واسعاً. حيث أعلنت مجموعة “Salling”، وهي أكبر شركة تجزئة في البلاد. أنها ستضع “نجمة سوداء” على المنتجات الأوروبية، كإشارة لشراء هاته المنتجات.
“ماسك” و”تسلا” أكبر الخاسرين
وفقًا لما أوردته صحيفة “الجارديان” البريطانية. فقد شهدت مبيعات المنتجات الامريكية تراجعًا ملحوظًا. خاصةً في مجالات مثل صناعة السيارات. حيث أعرب المستهلكون الأوروبيون عدم رغبتهم في شراء سيارات “تسلا” التي يمتلكها “إيلون ماسك”. وذلك نتيجة تدخلاته السياسية.
وفي سياق هاته المقاطعة لمنتجات الشركة. فقد فقدت الشركة 15% من رقم مبيعاتها في يوم واحد، الإثنين الماضي. كما انخفضت أسهم “تسلا” بنسبة 45% مقارنة بذروتها عند فوز “ترمب”. حيث فقدت 96% من مكاسبها بعد الانتخابات. ما أثار تساؤلات بشأن مدى ارتباط ذلك بطبيعة الدور الجديد ل”ماسك”.
الردود الشعبية الكندية على قرارات “ترامب” واعتباره كندا الولاية 51. طالت المجال الرياضي. حيث قوبل النشيد الوطني الأميركي بصافرات الاستهجان خلال مباريات الهوكي مع الفرق الأميركية. كما ظهرت مجموعة من التطبيقات تحمل أسماء مثل “buy beaver”، و”maple scan”، و”is this Canadian”. والتي تتيح للمتسوقين مسح رموز QR للتعرف على مصدر المنتجات واستبعاد السلع الأميركية، بدءاً من المشروبات الكحولية وصولاً إلى مكونات البيتزا.
كما أن المقاطعة الكندية طالت المجال السياحي حيث انخفض عدد الزائرين الكنديين بنسبة 23% مقارنة بشهر فبراير 2024، وفقاً لإحصاءات كندية.