العدالة اليوم
في أيام الصيام يقل معدل التفاعلات الحيوية بسبب نقص الغذاء. وبذلك تقل الحاجة للأوكسجين اللازم لمثل هذه العمليات. ولذلك، جاءت نتائج 400 من بعض الدراسات المنجزة لتؤكد أن معدل التنفس يقل مع الصيام. وأن وظائف الرئة في الغالب لا تتأثر. ويعتقد كثير من الأطباء أن الصيام عن الماء قد يزيد من كثافة البلغم وثخانته. خاصة في فصل الصيف مع اشتداد الحرارة. ولذلك قد يعاني المريض من صعوبة إخراج البلغم.
الزكام ونزلة البرد والأنفلونزا وما شابهها
لا يكاد يسلم أحد من هذه الأمراض. وهي في العادة تبقى أياما قليلة وتزول. وعلاجها يكون عادة بالراحة والمسكنات والإكثار من السوائل وبعض الأدوية.
الغالب الأعم أن هؤلاء المرضى يستطيعون الصيام من دون أية مشاكل. لكن في بعض الحالات، وخاصة لدى كبار السن، قد يكون في الصيام مشقة كبيرة. ومثل هذه الحالات تدخل في أهل الأعذار فلهم أن يفطروا.
الربو وأمراض الصدر المزمنة
تشكل أمراض الربو والأمراض المزمنة غالبية مراجعي عيادات أمراض الصدر في المستشفيات. وهي أمراض تبقى مع المريض لسنوات عديدة. ويجمعها في الغالب أن المريض يجد صعوبة في التنفس. إما على مدار الساعة طوال السنة، أو على شكل نوبات متفرقة تأتي بين حين لآخر. ويكون المريض قد تأقلم في العادة على التعايش معها. وعلى أدويتها المتعددة وعلى الزيارات المتكررة للطبيب.
فالمشكلة الأساسية لدى هؤلاء المرضى في رمضان هي حاجتهم المستمرة للأدوية وعلى مدار الساعة أحيانا. فما الحل؟، هل يصومون ويتركون علاجهم، فقد تنتكس حالتهم حينئذ!. أم يتناولون علاجهم ويفطرون ويقضون بعد رمضان؟
دعونا ننظر في أنواع أدوية الصدر المزمنة.
1ـ البخاخات
تعد البخاخات تقنية رائعة وفعالة. ونقلة نوعية هائلة في مجال علاج أمراض الصدر يسرها الله بفضله. لأنها جعلت بالإمكان إيصال الدواء بتراكيز قليلة لكن كافية إلى الرئة مباشرة. وذلك دون الحاجة لتناول أدوية عن طريق الفم. وقد تصيب مضاعفاتها أعضاء أخرى من الجسم. لا ناقة لها في الموضوع ولا جمل!. وهي أربع أنواع:
البخاخ الغازي
البخاخ الغازي علبة مضغوط فيها الدواء بهيئته الغازية. يضعها المريض في فمه، ثم يفتحها فيندفع الغاز إلى فمه. وعليه بعد ذلك أن يسحبه إلى رئتيه.
البخاخات نوعان
نوع موسع للقصبات وتيسير التنفس. وهو ضروري جدا لمنع الاختناق. ويؤخذ عادة عند الحاجة وبسرعة.
والنوع الثاني المسمى البخاخات الوقائية، وهي ضرورية على المدى الطويل. حيث تحسن من كفاءة القصبات الهوائية، لكنها لا يحتاج إليها كعلاج إسعافي، ويمكن تأخيرها.
وقد اختلف الفقهاء المعاصرون في هذا النوع، هل يفطر أم لا. والذي رجحته اللجنة الدائمة للإفتاء والندوة الفقهية الطبية وتوقف فيه المجمع الفقهي.
يرى بعض أطباء الصدر أنه، بسبب الخلاف، يمكن لمريض الربو أن يأخذ البخاخ الغازي الموسع، عند الحاجة إليه، ولو في النهار. أما البخاخات الوقائية فلا مانع من تأخيرها إلى الليل، بين الإفطار والسحور.
البخاخ المسحوق
البخاخ المسحوق عمله كالنوع الغازي، إلا أنه مسحوق كالطحين. والخلاف فيه أقوى بسبب مادته. ولا إشكال هنا، فبإمكان مريض الربو الذي اعتاد على النوع المسحوق أن يتوقف عنه مؤقتا خلال شهر رمضان، ويأخذ البخاخ الغازي.
البخاخ المائي
يستخدم البخاخ المائي في حالات الطوارئ. حيث يجعل الدواء مع محلول الماء المقطر في جهاز تبخير، متصل بقناع أنفي، يضعه المريض على أنفه وفمه ليستنشق الدواء.
التوصيف الشرعي له أنه بخار للماء مع بخار مواد أخرى، ولهذا توقف عنده كثير من العلماء. ونحن نقول إن هذا العلاج إسعافي، فإذا احتاج إليه المريض فليأخذه ويفطر ويقضي فيما بعد. وإن كان في الحقيقة يمكن الاستعاضة عنه بكميات متكررة متتابعة من البخاخ الغازي، وسيعطي النتيجة نفسها.
بخاخ الأكسجين
يسميه الناس الأسطوانة، لأن الأكسجين يأتي في أسطوانات عادة. يوصل المريض بها أنبوبا ذا قناع، فيصل إليه الأكسجين حسب حاجته من التركيز فيستنشقه. ولا يخلط عادة بأي شيء أخر. ويحتاج إليه مرضى أمراض الرئة المزمنة والتليف والتكيس الرئوي. وهذا بإجماع المعاصرين لا يفطر، لأنه الأكسجين نفسه الذي نستنشقه من الهواء!
2ـ الحبوب والكبسولات
الحبوب والكبسولات تفطر طبعا، لكن الحاجة إليها أقل. وأغلبها مضادات حيوية يأخذها المريض عند الحاجة. وبعضها حبوب ك”ورتيزون” أو مادة “الثيوفيلين”، وهذه بالإمكان أخذها بين الفطور والسحور.