صحتك في رمضان: الصيام وأثره على صحة الصائم

العدالة اليوم

العدالة اليوم

 

عرف النظام الغذائي في عصرنا الراهن تنوعا. وأصبح الإنسان يأكل أكثر من أي وقت مضى.  ونتيجة لذلك يتكون لدينا مد تابث من “الجلوكوز”. وهو ما يفاقم مجموعة من الأمراض ضمنها السكري ومقاومة الأنسولين وزيادة الوزن.

ومن هذا المنطلق بدأت فكرة الصيام من أجل الصحة. وظهرت أسماء عديدة منها، “الصيام المتقطع” و”الصيام والوليمة”. وبدلا من تناول الطعام طوال الوقت، انحسر وقت التناول في ساعات محددة مع الامتناع عنه بقية اليوم.

وهكذا أصبح الصيام أمرا مألوفا ارتباطا بفوائده. ولكونه أصبح جزءاً من الممارسة الروحية منذ آلاف السنين.

ما هو الصيام المتقطع؟

الصيام المتقطع هو عبارة نظام غذائي يتنقل فيه الشخص بين فترات من الصيام وفترات من تناول الطعام غير المقيد. ويقصد بالصيام هنا الامتناع مطلقاً عن الطعام والشراب لوقت محدد. أو الامتناع عن الطعام مع السماح بالماء والمشروبات العشبية غير المحلاة مثل الشاي والنعناع. تخفيض السعرات بشكل كبير. مع الامتناع التام عن التدخين والأطعمة السريعة في جميع الطرق السابقة.

فوائد الصيام للصحة

يشير الباحثون إلى أن هذا النظام يغير تكوين الجسم وينقيه من السموم. كما أن له فوائد كثيرة على الصحة. ضمنها تحسين ضغط الدم. ومستويات الكوليسترول والدهون الثلاثية. بل يعد من أقوى الطرق لعكس مقاومة الأنسولين وعلاج السكري من النوع الثاني. كما أن له آثار حماية طويلة الأمد ضد الأمراض العصبية مثل ألزهايمر وباركنسون. فضلا عن مساعدته في تحسين القدرات الذهنية. والحماية من أمراض الكبد وأمراض القلب والسرطان.

كما يحسن من مناعة الجسم. إذ يساهم في إصلاح الخلايا التالفة. ويخفض الوزن وكثلة الدهون ويضبط عملية الأيض (التمثيل الغذائي). إضافة لتنظيمه مستويات هرمون الجريلين، المعروف أيضا باسم “هرمون الجوع”. ومقاومته لحدوث الالتهاب وضرر الأوكسجين الحر. فضلا عن مساعدته على زيادة إفراز هرمون النمو الطبيعي.

تأثير الصوم المتقطع على هرمونات الجسم

أثناء الصيام تحدث تغيرات في نشاط الجهاز العصبي، فضلا عن تغيير كبير في العديد من الهرمونات التي تحسن عملية الأيض.

هرمون الأنسولين

عندما نأكل يرتفع هرمون الأنسولين ليخفض مستوى الجلوكوز بالدم. ولكن عندما نصوم، ينخفض الأنسولين بشكل كبير؛ وهو ما يسهل حرق الدهون.

هرمون النمو

يتراجع الإنتاج الطبيعي لهرمون النمو بعد سن الثلاثين. خاصة مع حياة الخمول والكسل. ومع مرور الوقت، يشعر الإنسان بتقدم العمر. فتنخفض بالتالي كثلة العضلات وكثافة المعادن مع زيادة في الدهون بالجسم. خاصة دهون البطن.

وهنا يقوم الصيام بدور فاعل في تنشيط بعض الهرمونات التي لا تحرق الدهون فحسب. بل تحمي أيضًا من سرعة فقدان كثلة العضلات. بعدما يقارب من ست عشرة ساعة من الصيام، تفرز أجسامنا موجة كبيرة من هرمون النمو. الذي قد يرتفع خلال الصيام بمقدار 5 أضعاف. ويقوم الهرمون بدوره من جهة محافظته على رشاقة الجسم. الزيادة من أنسجة البروتين لاستعادة وإصلاح العضلات. التقليل من تراكم الدهون. تقوية العضلات وحماية أعضاء الجسم من التدهور الناتج عن التقدم في السن. وهو ما يعزز صحة الشعر والأظافر ويحسن بالتالي الدورة الدموية ومن مستويات الكولسترول. ويقلل من علامات وأعراض الشيخوخة.

هرمون الأدرينالين والنور أدرينالين

يرسل الجهاز العصبي هرمون النور أدرينالين إلى الخلايا الدهنية. وهو ما يجعلها تحلل الدهون في الجسم إلى أحماض دهنية حرة يمكن حرقها بسهولة للحصول على الطاقة. فالصيام إذا قد يؤدي إلى زيادة حرق الدهون.

من الذي لا تفيده أنظمة الصيام؟

هذا النوع من النمط الغذائي لا يناسب جميع الفئات، بل سيكون صعبًا على الشخص الذي يأكل كل بضع ساعات. ومن يكثر من الوجبات البينية والوجبات السريعة. أما في أحوال أخرى فيجب تجنب نظم الصيام. كما في حالة المرضى ممن تتطلب ظروف مرضهم تناول الطعام على فترات منتظمة. إما بسبب المرض أو مواعيد الدواء. مثل مرض السكري من النوع الأول وبعض أمراض الكلى. أو بالنسبة لمن يعانون من اضطرابات الأكل المرضية. مثل فقدان الشهية العصبي أو الشره العصبي. وكذلك المرضى بأمراض مزمنة. واستخدام الأدوية التي تتطلب تناول الطعام. فضلا عن مرحلة النمو النشطة، كما هو الحال لدى الأطفال والمراهقين. إضافة إلى كبار السن وأثناء الحمل والرضاعة الطبيعية.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.