صحتك في رمضان: هل يمكن لمريض السكري الصيام وكيف يمكنه التصرف في هاته الحالة؟

العدالة اليوم

العدالة اليوم

 

كل شخص لا يشكو من مرض يمكنه صوم شهر رمضان، أما الذين يشكون من المرض فلا حرج عليهم غن لم يقوموا بواجب الصيام. والسؤال الذي سنجيب عليه في هذا المقال هو هل يسمح الوضع الصحي لمريض السكري بالصوم؟.

ما يجب التنبيه إليه هو أن الصيام لا يشكل خطرا على الصحة. وعلى خلاف التصور الديني، فقد دعا الكثير من الأطباء للصيام كسبا للصحة الجيدة.

قبل الإجابة على السؤال علينا إن نتعرف على داء السكري

ينتج داء السكري عن ارتفاع مزمن لمستوى السكر الجلوكوز في الدم. وهذا الارتفاع قد يكون وراثياً أو بيئياً أو نتيجة لعوامل أخرى كثيرة.

فهرمون الأنسولين هو المنظم الرئيسي لمستوى الجلوكوز في الدم. حيث تقوم خلايا بيتا في البنكرياس بتصنيع وإفراز هذه الهرمون في الدم.

وتبعا لذلك فإن داء السكري هو مرض ينتج عن ارتفاع مستوى السكر في الدم عن الحدود الطبيعية وظهوره في البول.

ويوجد قدر من السكر في دم كل إنسان لحاجة الجسم إليه كمصدر للطاقة. ويحصل الإنسان على هذا السكر من تناوله للأغذية النشوية والسكرية (الكربوهايدرات). وهذه الأغذية تهضم في القناة الهضمية لتتحول إلى سكر الجلوكوز الذي يمتص في القناة الهضمية ليذهب إلى مجرى الدم. ويمكن للجسم الاستفادة منه كمصدر للطاقة.

تتميز هاته العملية بالبطئ. وهو ما يجعل كمية السكر في القناة الهضمية تمتص تدريجياً إلى الدورة الدموية. وعندما نتناول كميات كبيرة من المواد الكربوهيدراتية، فإن هذا يعني وجود كمية كبيرة من السكر في القناة الهضمية. وبالتالي زيادة ارتفاع مستوى السكر الممتص في الدورة الدموية بكمية تزيد كثيراً عن احتياج الإنسان للسـكر كمصدر للطاقة. لذلك تخزن هذه الكمية في الكبد (المخزن الرئيـسي) والعضلات ليتزود بها الإنسان عندما تقل كمية الطاقة الداخلة للجسم على صورة طعام. ويستطيع الجسم تنظيم كمية السـكر الموجودة في الدم بعناية فائقة إذا ارتفعت كمية السكر في الدم بعد تناول الوجبة الغذائية تدريجياً. ويخزن الزائد بسرعة وكفاءة عالية في الكبد والعضلات حتى لا يتجاوز مستوى السكر في الدم عن حد معين. وبهذه العملية يعود السكر إلى مستواه الطبيعي.

يحتاج جسـم الإنسان للطعام من أجل النمو وتجديد الخلايا. كما أن الطعام يزود الجسم بالطاقة الضرورية للحركة. والجلوكوز، هو أحد أنواع السكر الناتج عن عملية هضم جزء من الطعام. وهو ضروري للحصول على الطاقة.

وفي الجسم السليم توجد غدة البنكرياس التي تقوم بإفراز مادة “هرمون الأنسولين”. مهمتها الالتصاق بأماكن محددة على جدار الخلايا الخارجي لإدخال الجلوكوز الموجود في الدم إليها.

في حالة حصول نقصان في كمية الأنسـولين، أو وجود خلل ما في الأماكن المحددة لهرمون الأنسـولين على الخلايا. تزداد كمية الجلوكوز (السـكر) في الدم. وعندها يمكن أن تظهر على المريض أعراض داء السكري.

قد تعود زيادة السكر في الدم إلى عدم وجود هرمون الأنسولين أو لنقصه. أو لزيادة العوامل التي تعاكس أو تضعف مفعوله. وهذا يعني أن هناك اختلالاً في التوازن بين كمية الأنسولين المفرزة وبين كمية السكر في الدم. ويؤدي هذا الاختلال لحدوث تغيرات واضطرابات في التمثيل الغذائي للنشويات.

هل يستطيع مريض السكري الصيام؟

تختلف الأحوال من مصاب لآخر. فقد خص الله شهر رمضان بميزات وفضائل عظيمة جعلت هذا الشهر عزيزاً على نفس كل مسلم ومسلمة. يترقبه الفرد ويسعد بقدومه ويفرح لما فيه من صيام وصلاة وعبادات. ولما في هذا الشهر من عبادات تؤثر تأثيراً مباشراً على الصحة كان على المصاب بداء السكري مراعاة ذلك التأثير.

وبما أن للصيام أثرا إيجابيا على هؤلاء المصابين. فالمطلوب مراعاة جانب الغذاء والدواء في هذا الشهر الذي يختلف اختلافاً كلياً عن باقي أشهر السنة.

أهمية التوعية في هذا الموضوع للمصابين بداء السكري

أولا: تغيير النظام الغذائي في رمضان من حيث عدد الوجبات وأوقاتها ومكونات الوجبات والسعرات الحرارية.

ثانيا: تغيير في النشاط اليومي، إذ يقل خلال النهار ويزداد ليلا. خصوصا لدى من يؤدون صلاة التراويح والقيام. وهو ما ينعكس بصورة واضحة على نسبة السكر في الدم. إن النشاط الزائد خلال فترة الصوم قد تؤدي إلى انخفاض نسبة السكر في الدم.

ثالثا: تغير النظام العلاجي. حيث أن تغير نظام الغذاء والنشاط اليومي يحتم تغيير النظام العلاجي. وهو ما يؤكد ضرورة مراجعة الطبيب لتجنب الانخفاض الشديد الذي قد يحدث أثناء الصوم. أو ارتفاعه خلال فترة الإفطار في اليوم الواحد.

رابعا: كما أن حدة المرض ومدى تطوره ضمن الصنف الأول أو الثاني تختلف من مصاب لآخر. وهذا ما يجعل الأمر متعذراً لوجود قاعدة واحدة حول داء السكري والصيام.

الصيام مع صنفين رئيسيين من المصابين بالسكري:

الصنف الأول (المعتمد على الأنسولين)

ينقسم الصنف الأول إلى قسمين آخرين حسب حدة المرض وارتباطه بكمية حقن الأنسولين وعددها ا ليومي:

ـ جرعة واحدة من الأنسولين يومياً

باستطاعة المصابين بالسكري الصيام فلا خطر عليهم. ولكن هناك تعديل بسيط يكمن في أن المصاب قبل رمضان كان يحقن الأنسولين في الصباح. أما في رمضان فيجب عليه حقنه قبل الإفطار مباشرة.

إلا ان المصاب ملزم بزيارة طبيبه المعالج عدة مرات خلال الأيام الأولى لتحديد كمية الأنسولين المثالية التي تتلاءم مع مرضه وطعامه وعمله. إضافة لقيامه بقياس نسبة السكر في الدم في المنزل. فمعرفة نسبة السكر في الدم بشكل منتظم تساعد على تفادي حدوث حالات هبوط سكر الدم المفاجئ.

ـ تعدد جرعات الأنسولين يومياً

بالنسبة للمصابين الذين يحتاجون لعدة حقن من الأنسولين في اليوم. فإن صيامهم يشكل خطراً أكيداً أو محققاً على صحتهم. لهذا أجمع معظم الأطباء على عدم صيامهم.

الصنف الثاني (غير المعتمد على الأنسولين)

تقسم مجموعة هذا الصنف إلى ثلاثة أقسام تبعاً لدرجة المرض:

أولاً: مرضى يعتمدون على الحمية فقط. فهؤلاء يمكنهم الصيام، بل الصوم هو فائدة عظيمة لهم مع ضرورة مراعاة الحمية.

ثانياً: مرضى يتناولون قرصاً واحداً. هؤلاء يمكنهم الصيام أيضاً شريطة أن توزع كمية الطعام على الفطور والسحور بالتساوي. ويكون القرص بعد أذان المغرب وقبل الإفطار مباشرة.

ثالثاً: مرضى يتناولون قرصين أو أكثر. يمكن هذه الفئة الصيام أيضاً. حيث يقومون بأخذ القرص الأول أو الجرعة الأولى بعد أذان المغرب مباشرة وقبل الإفطار. فيما يتم أخد القرص الثاني أو الجرعة الثانية (بعد تعديل كمية الجرعة وغالبا تخفض) قبل السحور.

الفئات التالية يصعب عليهم الصيام ولا ينصح بصيامهم

يتعلق الأمر، ها هنا. بالمصابون بالسكري وأعمارهم أقل من عشرين سنة، الحوامل المصابات بالسكري. إضافة للمصابين بالسكري مصحوبا بمضاعفات غير مسيطر عليها. 

إذا قرر مصاب السكري الصيام وجب عليه تأخير وجبة السحور إلى ما قبل الفجر. مع الإكثار من شرب الماء أثناء الفطور لتجنب الجفاف. والتقليل من النشاط الجسماني خلال فترة ما بعد الظهر لتجنب الانخفاض الحاد لنسبة السكر في الدم. إضافة لعدم انتظار موعد الإفطار عند الشعور بأعراض انخفاض السكر في الدم والمبادرة بتناول شيء من السكر.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.