#هل أصبحت “غزة” مجالا للاسترزاق السياسي في المغرب؟

#محمد حميمداني

#محمد حميمداني

 

#الرباط، المغرب – قرر حزب “العدالة والتنمية”، ذا المرجعية الإسلامية، الذي يترأسه “عبد الإله بنكيران”. تنظيم مسيرة داعمة لغزة وللشعب الفلسطيني، بعد أسبوع فقط من تنظيم جماعة “العدل والإحسان”، المحظورة. حملة لنصرة فلسطين وغزة وتنديدا بحرب الإبادة الجماعية المنتهجة من قبل الكيان الصهيوني. والسؤال الذي يفرض نفسه ليس من جهة المبدأ لأن غزة وفلسطين تستحقان أكثر من وقفات. ولكن ما دلالة تفضيل “حزب العدالة والتنمية” المغربي تسيير مسيرة تضامنية بمفرده؟. ولماذا لم يتم التنسيق مع باقي الدعوات لإسماع صوت الشعب المغربي المناصر لغزة والمندد بالجرائم الصهيونية؟.

لا أحد يجادل بأن نصرة غزة وفلسطين هو فرض عين على كل المغاربة لاعتبارات سياسية وقومية ودينية. وهو ما يستوجب وحدة في المواقف لمواجهة سياسات القتل والذبح والتذمير والتنكيل والتجويع واستهداف حتى الأطقم الصحية. خاصة وأن حطب نار هاته المؤامرة، المتعددة الأقطاب. هم الأطفال والنساء. في ظل صمت رسمي عربي وإسلامي. ومؤامرة كونية تستهدف تصفية الشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية.

هاته الاجواء فجرتها المسيرة التضامنية التي تم تسييرها قبل اسبوع. والتي عبر خلالها الشعب المغربي من موقع العفوية والإيمان عن تنديده بالجرائم المرتكبة والتي تجاوزت حدود كل القوانين الدولية والإنسانية. أمام مجلس أمن راكع لا يحرك الفصل السابع من ميثاقه إلا لخدمة الرساميل والشركات العملاقة.

فما الذي منع “العدالة والتنمية” أن يكون فاعلا أساسيا في هاته المسيرة؟ ولم الدعوة لمسيرة منفردة تحمل اسم ولون “المصباح”؟. الأمر لا يحتاج لتفسير بل هو موقف سياسي بامتياز لترويج اسم الحزب واسترجاع ما حطمه من مكتسبات الشعب المغربي خلال فترتين حكوميتين تميزتا بتمرير أخطر القرارات التي حطمت القدرة الشرائية للمواطنين. بل ومررت التطبيع مع الكيان الصهيوني.

للعدالة والتنمية و”بنكيران” نقول: إن الدم الفلسطيني ليس مادة للاسترزاق السياسي. فمن يناصر آلام هذا الشعب يجعله نهجا غير قابل للمساومة أو البيع والشراء. بل ويعمل على تحقيق إجماع على هذا الهدف القومي والديني.

ونكرر القول إن غزة عصية على الجميع. وفي النموذج اليمني الذي يواجه حربا كونية لإخراس صوت تضامنه مع غزة خير مثال. على الرغم من القصف والذمار إلا أن هذا الشعب ما “بدل تبديلا”. منطلقا من قاعدة إيمانية صافية تبتغي لقاء رب الكون في صورة المؤمن المدافع عن الحق بكل ما استطاع إليه سبيلا. وليس اداة للاسترزاق السياسي واللعب على اصوات الناخبين خلال الاستحقاقات الانتخابية المقبلة من خلال ضغضغة مشاعرهم وجمعها على لون “المصباح”.

إن المطلوب نصرة فعلية لغزة والضغط بكل القوى في إطار الوحدة من اجل إيقاف الجرائم والمجازر المرتكبة في حق الشعب الفلسطيني. بدل اللعب على الجسابات السياسية الضيقة. أو المهاترات التي لا توقف عدوانا ولا تمكن أطفال ونساء غزة من نسمة أمل في سلام عادل ومتنفس هواء طبيعي بعيد عن التلوث الرسمي العالمي الخانع والراكع لسياسات “ترامب” ومن والاه.

فلسطين الجريحة غير محتاجة لإفتاء وإفتاء مضاد بين محلل للجهاد ومعطل له. بل إلى هبة شعبية قادرة وقوية تمكن من تحسيس الطفل الفلسطيني والأم الفلسطينية أن ذرة إسلام وعروبة وإنسانية لا زالت موجودة. لا سياسة قراءة التراتيل على الشهداء وإقامة الجنازات السياسية بدل التضامن الوطني الحر من موقع الإيمان والعروبة والإنسانية ولا شيء سوى ذلك.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.