#فاس، المغرب – خلال ندوة نظمتها الهيئة الحركية لأطر التربية والتعليم، أمس الأحد، بقاعة الندوات بجماعة فاس. في موضوع “الذكاء البشري والذكاء الاصطناعي”، أي واقع إنساني”. والتي أطرها مجموعة من الباحثين المختصين في المجال. قال “ذ- مصطفى البوزيدي” إن الواقع الراهن والتطورات التكنولوجية المتلاحقة تقتضي وقفة قراءة واختيار أنجع السبل للتعامل مع هاته المتغيرات التقنية الكونية.
وفي هذا السياق وقف “البوزيدي” حول الواقع الراهن وما يسمه من سرعة في التغيرات التكنولوجية. حيث يبرز الذكاء الاصطناعي كأحد أهم الظواهر التي تؤثر على حياتنا اليومية. وهو ما يقتضي وقفة تأمل في التجارب ونتائج استخدامات هذا العلم الواعد. مع الأخذ بعين الاعتبار آثاره الإنسانية والاجتماعية.
ووقف “البوزيدي” حول المشكلات المعاصرة التي تثيرها الأنظمة الذكية. مقسما إياها لثلاث محاور رئيسية. ضمنها فقدان فرص العمل، حيث يؤدي التوسع في استخدام الذكاء الاصطناعي إلى تقليص الحاجة إلى الوظائف التقليدية. إضافة للفجوة الرقمية، والتي تتسارع بين الدول المتقدمة والدول النامية. وهو ما يؤدي لتفاقم اللامساواة. فضلا عن المسؤولية الأخلاقية، حيث يبقى استخدام الذكاء الاصطناعي محفوفًا بالمخاطر الأخلاقية. مثل التحيز الخوارزمي وتهديدات الخصوصية.
وأضاف أنه وعلى الرغم من هاته التحديات التي تبقى أساسية فإن تقنيات الذكاء الاصطناعي توفر فرصًا واعدة لتطوير عدد من المجالات، خاصة في التعليم. إذ من الممكن أن تحسن هاته الوسيلة التقنية من جودة التعليم. وتساهم بالتالي في اقتراح خيارات خدمية مخصصة لكل طالب.
وأبرز “البوزيدي” أنه وللاستفادة من هذه الفرص، يجب على المغرب اتخاذ خطوات عاجلة. تتضمن وضع تشريع فعال، عبر تطوير منظومة قوانين خاصة بتنظيم استخدام الذكاء الاصطناعي. إضافة لوضع استراتيجية وطنية، وصياغة خطة شاملة تشمل البحث والتطوير في هذا الميدان. فضلا عن ضرورة تحديث البنية التحتية، وذلك من خلال الاستثمار في البنية التحتية الرقمية لتعزيز الوصول بيسر وسهولة للتكنولوجيا الحديثة. دون إغفال أهمية إنتاج موارد تعليمية محلية وتوحيد الجهود لضمان جودة التعليم.
وأكد رئيس الهيئة الحركية لأطر التعليم والتربية على أن الذكاء الاصطناعي يمثل تحولًا إيجابيًا قادرًا على تحقيق التنمية المستدامة. إلا أن الأمر يتطلب وعيًا ومواجهة للمخاطر المحتملة. وجعل الذكاء الاصطناعي خادمًا للإنسانية لا مهددا لها.