#لا للإعدام: صرخة شعب نحو الحرية والعدالة

مهدي رضا

مهدي رضا

 

تتصاعد من قلب من قلب “إيران” النابض بالأمل رغم القمع. صرخة شعبية عارمة رافضة لسيف الإعدام المسلط على رقاب الأبرياء. وحركة “لا للإعدام” ليست مجرد احتجاج عابر، بل هي ثورة وجدان تهز أركان “نظام الملالي”. معلنةً بداية طريق الحرية والكرامة لشعب طالما عانى من الظلم والاستبداد.

الإعدام: أداة قمع سياسية 

لم يكن الإعدام في “إيران” أداةً قضائية عادلة، بل سلاحًا سياسيًا لتثبيت دعائم “نظام الملالي”. فبحسب “منظمة العفو الدولية”، (2024). فقد نفّذت “إيران” أكثر من 800 عملية إعدام خلال عام 2023. مستهدفة في معظمها معارضين سياسيين، نشطاء حقوقيين وأقليات عرقية.

وتظهر هاته الأرقام أن المشانق ليست لمعاقبة الجرائم، بل لإسكات الأصوات الحرة. فالنظام، الذي يعتمد على التخويف للبقاء، يدرك أن إفشال استراتيجية الإعدام يُنذر بانهيار شرعيته المزعومة.

وقد تحولت حركة “لا للإعدام”، التي بدأت كصرخة فردية. إلى موجة شعبية عبر مظاهرات المتقاعدين والنقابيين عام 2024، كما وثقته تقارير “إيران إنترناشيونال”، (ديسمبر 2024).

ويعكس شعار “صامدون حتى النهاية ضد حكم الإعدام”، الذي ردده المتظاهرون. وعيًا جديدًا بأن إنهاء الإعدام هو مدخل لتفكيك منظومة القمع بأكملها.

ولا تطالب هاته الحركة بإصلاحات جزئية، بل ترفض النظام نفسه، الذي بنى سلطته على الدم والخوف. والشعب الإيراني، من خلال هذه الصرخة، يعلن أن الحياة حق مقدس، لا يمكن لنظام فاسد أن ينتزعه.

معركة الكرامة: من المشانق إلى الحرية 

حركة “لا للإعدام” ليست مجرد رفض لعقوبة الموت، بل هي إعلان لمواجهة شاملة ضد الاستبداد. فالإيرانيون، الذين عانوا عقودًا من القمع، أدركوا أن الإصلاحات المزعومة لن تأتي من نظام يتغذى على الظلم.

ومن هنا، فقد تحولت المطالبات، التي تجمع كل فئات الشعب. ضمنهم العمال الذين يهتفون ضد الفقر. النساء اللواتي يرفضن التمييز. والشباب الذين يحلمون بمستقبل حر. من تحسين الظروف المعيشية إلى المطالبة بإنهاء منظومة الموت ذاتها. 

بحسب “پست‌های X” لنشطاء إيرانيين، (يناير 2025). فإن هاته الحركة بدأت تتوسع خارج المدن الكبرى. منظمة التجمعات في الأحياء الشعبية ومُطالبةً بوقف الإعدامات ومحاسبة المسؤولين.

تحول يُظهر أن الشعب لم يعد يراهن على وعود النظام الكاذبة، بل يسعى لانتزاع كرامته بنفسه.

معركة “لا للإعدام” هي معركة الحياة ضد الموت، الكرامة ضد الذل والأمل ضد اليأس. فكل صوت يرتفع ضد الإعدام هو صوت ضد الفقر، السرقة والاستبداد. إنها دعوة لإسقاط نظام يرى في موت أبناء شعبه وسيلة للبقاء.

رغم قسوة التضحيات، فإن الإيرانيين يستمدون قوتهم من إيمانهم بحقهم في الحياة. من رحم الألم يولد الوعي، ومن ظلم المشانق تتفجر طاقات الصمود.

إن حركة “لا للإعدام” ليست مجرد احتجاج، بل هي ثورة شعبية تُعيد تشكيل مصير “إيران”. إنها معركة كل إيراني يحلم بوطن حر يليق بتضحياته. فليبقَ شعار “صامدون حتى النهاية ضد حكم الإعدام” منارةً تهدي الشعب نحو شمس الحرية والعدالة.

الأفكار الواردة في المقالة تعكس رأي صاحبها ولا تعبر عن موقف الجريدة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.