نداء إلى الضمير: أزمة الصحافة ومعاناة الصحافيين والمقاولات الصحافية بالمغرب

بقلم الأستاذ محمد عيدني

بقلم الأستاذ محمد عيدني

# المغرب – في خضم التغيرات الجذرية التي يشهدها العالم. يعيش قطاع الصحافة تحت ضغط أزمات غير مسبوقة تهدد وجوده واستمراريته. خاصة مع توقف الدعم الاستثنائي الذي كان يشكل رافعةً حيوية للمقاولات الصحافية. وهو ما فاقم الأوضاع الاقتصادية التي يعيشها الصحافيون. وأيضا المالية بالنسبة للمقاولات الإعلامية. أمر يدفع العديد من هاته المقاولات إلى حافة الإفلاس. 

فالأرقام المسجلة تعكس حالة المعاناة التي تعيشها المقاولات الإعلامية نتيجة الضغوطات المالية الخانقة التي تحاصرها. وهو ما ينعكس سلبا على الاستقرار المهني للعاملين في القطاع وعلى جودة وموضوعية المحتوى الإعلامي المقدم.

وضع يجعل المهنيين كما ارباب المقاولات يفجرون اسئلة حارقة. ذات صلة بدواعي التأخر في صرف الدعم المقرر للمقاولات الصحافية في هذا التوقيت الحساس؟. علما ان أهمية الصحافة تتجاوز حدود اعتبارها وسيلة لنقل الأخبار إلى اعتبارها ركيزة أساسية لبناء المجتمع. وبالتالي تشكيل الوعي الجماهيري. بما أن الإعلامٌ هو وسيلة فعلية تعكس نبض الناس ومشاغلهم وآمالهم. لذا فإن تغييب الدعم للصحافيين يعد إهمالاً لمصالح المجتمع ككل.

فالوضع المتأزم المعاش لا يتعلق فقط بالضغوط الاقتصادية. بل يشمل أيضا الضغوط النفسية والاجتماعية. حيث يجد العديد من الصحافيين أنفسهم محاصرين بين غياب الاستقرار المالي وتعقد متطلبات الممارسة المهنية المتزايدة.

إن غياب الحماية والدعم اللازم للصحافيين يجعلهم عرضة لمخاطر متعددة. وهو ما يضعف قدرتهم على تقديم محتوى ذا جودة عالية تليق بالتحديات التي تواجه بلادنا.

ويبقى تغييب الدعم عن المقاولات الصغرى والمتوسطة وهيمنة سلطة اللوبي الإعلامي عاملان مؤثران على القطاع. وهو ما ينعكس سلبا على المشهد الإعلامي.

أسئلة تبقى أساسية وآنية تتطلب تقديم إجابات واضحة من الجهات المعنية. وذلك لكشف الحقائق والتبعات السلبية لهاته الأوضاع الراهنة القائمة على الأاشخاص كما المقاولات.

إن صمت المهنيين ليس وهنا ولا ضعفا ولا خوفا، بل هو تقدير للظرفية الراهنة التي تمر بها بلادنا.  والذي يجب أن يتحول لصوت يجسد المطالب العادلة للصحافيين. فالمقاولات الصحافية ليست مجرد كائنات اقتصادية بل هي حاملة مشعل الحقيقة ولواء المستقبل.

إن ضغوط الحياة اليومية المعاشة والتي تعصف بشريحة كبيرة من الصحافيين تزيد من تأزيم أوضاعهم وتعميق معاناتهم. مع عجزهم عن تلبية أبسط متطلبات العيش، كتأمين فنجان قهوة، على سبيل المثال.

واقع يعكس عمق الأزمة التي يعيشها الفاعلون في الحقل الإعلامي. إذ كيف يمكن للصحافي أن يؤدي رسالته الوطنية والإنسانية وواجبه المهني، بجودة وروح عالية. في ظل حالة القلق التي تحوي كيانه وتحاصره من كل الاتجاهات؟. فالرسالة الإعلامية تتطلب الشجاعة والجرأة والتضحية. وهو ما يستدعي من المجتمع تقديم الدعم والرعاية لها والاهتمام بأحوال القائمين عليها.

فإنقاذ الصحافة، اليوم. يتطلب تظافر جهود الجميع مع تبني حلول مبتكرة لدعم هذا القطاع الحيوي. وتمكينه بالتالي من اسس الحياة. فضمان الحماية للصحافيين ليست مجرد نداء عاجل أو ترف فكري. بل هي مسؤولية وطنية تقع على عاتق الجميع.

 

فهل آن الأوان لنستمع لصوت الحق ونتحرك قبل فوات الأوان؟.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.