#نهاية النظام: السبيل الوحيد لإنقاذ “إيران”

نظام مير محمدي / كاتب حقوقي وخبير في الشأن الإيراني

نظام مير محمدي / كاتب حقوقي وخبير في الشأن الإيراني

 

لم تکن ممارسة الحکم من قبل النظام الإيراني سهلة وهينة. لأنه ومنذ البداية واجه رفضا داخليا قويا مثلما کانت هناك عزلة دولية تفاقمت عاما بعد عام. وحاول النظام جاهدا مواجهة الحالتين وحتى التعايش معهما. ولاسيما وهو من النوع الذي لا يمکن له التخلي عن نهجه، لأن في ذلك زواله. ولهذا السبب فقد مارس اسلوب الهروب إلى الأمام في سبيل المحافظة على نفسه.

الهروب المستمر الى الامام والذي تکرر وبصورة جلية بعد تزايد الاوضاع تأزما. وتصاعد الرفض الشعبي، وبشکل خاص بعد انتفاضة عام 2009 والانتفاضات الاخرى التي تلتها. لم يکن بذلك الاسلوب المرن الذي يسمح للنظام بعبور المشاکل والازمات من دون مقابل. أو من دون آثار وتداعيات. بل إن هذا الهروب کان يعني ما يشبه وضع تلك المشکلة أو الازمة على الرف والمضي في الطريق الخاطئ الذي حددت مساره تلك المشاکل والازمات. ولذلك، فإن رفوف النظام لم تعد کما يبدو تتحمل تراکم المشاکل والازمات مع الآثار والتداعيات المختلفة الناجمة عنها. ولاسيما بعد أن أصبحت ثقيلة جدا في ظل أوضاع وظروف داخلية ودولية مستجدة. من أهم معالمها الجدية في مواجهة النظام.

المفاوضات الحالية التي يجريها النظام مرغما. والتي هي في الحقيقة من أصعب المفاوضات. لكونها تجري في ظل إطلاع کامل من المجتمع الدولي على “الخداع النووي” الذي يمارسه النظام وسعيه المستمر من أجل التهرب من إلتزاماته الحقيقية.

من الواضح جدا أن “الولايات المتحدة” من جهة وبلدان “الترويکا الاوربية” من جهة أخرى، طفقا يضربان النظام من موضع الألم وحتى من تحت الحزام. في وقت يعيش النظام کثيرا من الأوضاع الداخلية. في ظل حالة السخط والغضب الشعبي الى الحد الذي يبدو فيه وکأنه يجلس على برکان يغلي.

وتبعا لذلك يجد النظام نفسه في موقف ووضع حرج جدا. وهنا من المهم الإشارة الى أن النظام وفي الوقت الذي ينشغل فيه بجولات تفاوضية حساسة مع “واشنطن” حول ملفه النووي. يزداد تآكل ما تبقى من مشروعيته السياسية.

ففي الوقت الذي يسعى فيه لإعادة تموضعه أمام المجتمع الدولي. يواجه تهديدا داخليا متفاقما يتمثل في سخط شعبي عارم وشروخ عميقة داخل بنيته الحاكمة.

وبقدر ما يبدو واضحا أن النظام لا يمتلك مفتاح أي حل لأوضاعه الداخلية المتأزمة. ولا ولن يتمکن من تلبية المطالب الشعبية حتى لو تم رفع العقوبات عنه. فإنه وفي نفس الوقت لا يحمل أيضا مفتاحا لحل أزمته المعقدة مع المجتمع الدولية فيما يخص برنامجه النووي. ولذلك فإن السلطة الحاكمة تجد نفسها اليوم في وضع لم تعد فيه المساومة الخارجية مجرد ورقة دبلوماسية. بل رهانا على البقاء. فإن هي تنازلت، خسرت قاعدتها المتشددة. وإن رفضت، غاصت أكثر في مستنقع الانهيار الداخلي.

يبدو واضحا أن العائق الذي يقف أمام الشعب الإيراني والمجتمع الدولي في نفس الوقت. ويحول دون إيجاد حل للطرفين. کان ولا يزال يکمن في بقاء واستمرار النظام الذي إستمد ويستمد أسباب بقائه وإستمراره من ممارساته القمعية ضد الشعب الإيراني. وکذلك من استمراره في إفقاره وتجويعه. وممارسة الخداع والکذب مع المجتمع الدولي، وبشکل خاص في ظل سياسة الاسترضاء الغربية سيئة الصيت. وإن بقاء هذا النظام يعني بقاء المشکلة ببعديها الداخلي والدولي. وإن تغيير هذا النظام کان وسيبقى هو الحل الوحيد المناسب للأوضاع في “إيران” وعلى کافة الاصعدة.

“مريم رجوي”، وفي جلسة عُقدت عبر الإنترنت بتاريخ 29 أبريل (نيسان) مع البرلمان “الأيرلندي”. أكدت على مطالب تتماشى مع الحل الذي أُشير إليه في هذا المقال. وقالت: “ندعو أوروبا والعالم إلى اتخاذ الخطوات التالية:
– إدراج حرس النظام الإيراني في قائمة المنظمات الإرهابية.
– إعلان النظام تهديداً وشيكاً للسلام والأمن العالميين. ووضعه تحت الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة.
– تفعيل آلية الزناد فوراً ضمن القرار 2231. وإعادة تفعيل قرارات مجلس الأمن بشأن مشاريع النظام النووية.
– الاعتراف بنضال الشعب الإيراني من أجل إسقاط النظام. ودعم مقاومة الشباب الشجعان الذين يقاتلون قوات حرس النظام”.

الأفكار الواردة في المقالة تعبر عن رأي الكاتب ولا تعكس رأي الجريدة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.