#محاولات نظام “إيران” اليائسة لخداع المجتمع الدولي في الملف النووي

نظام مير محمدي / كاتب حقوقي وخبير في الشأن الإيراني

نظام مير محمدي / كاتب حقوقي وخبير في الشأن الإيراني

 

#إيران – لطالما كان الملف النووي الإيراني أحد التحديات الأساسية على الساحة الدولية. فمنذ الأيام الأولى لنشاط مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية في “إيران”، سعى النظام الحاكم جاهداً، عبر خلق العقبات وتقديم معلومات منقوصة. إلى إخفاء الطبيعة الحقيقية لبرنامجه النووي.

هذا النهج “المخادع”، الذي أكدت عليه مراراً وتكراراً “مريم رجوي”، الرئيسة المنتخبة للمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية. مطالبةً برقابة دولية صارمة ومستمرة على جميع المنشآت النووية التابعة للنظام. يواجه الآن مرحلة جديدة مع الضغوط الأوروبية المتزايدة لتفعيل “آلية الزناد” وإعادة فرض العقوبات الدولية.

سجل الخداع النووي وضرورة الرقابة الدقيقة

دأب نظام “إيران” على مدى السنوات الماضية على محاولة إخفاء أنشطته النووية المشبوهة وتقديم معلومات مضللة للمفتشين الدوليين. بهدف تحقيق غاياته الخفية في هذا المجال. ويأتي التأكيد المتكرر من “مريم رجوي” على ضرورة رقابة دقيقة وشاملة على جميع المواقع النووية، بما في ذلك المنشآت العسكرية. نابعاً من معرفة المقاومة الإيرانية العميقة بأساليب هذا النظام الخادعة. كما أن التصريحات الأخيرة لمسؤولين أمريكيين، بمن فيهم وزير الخارجية، “مارك روبيو”. بشأن ضرورة وصول المفتشين لجميع المواقع وتطبيق رقابة ميدانية للتحقق من التزامات إيران. تؤكد هاته المخاوف والتحذيرات التي أطلقتها المقاومة الإيرانية.

إن سياسة الاسترضاء الغربية تجاه نظام “إيران”، في السنوات الماضية. منحت النظام الفرصة لمواصلة أنشطته السرية وخداع المجتمع الدولي.

الضغط الأوروبي والجهود الدبلوماسية الإيرانية 

فيما يواجه نظام “إيران” ضغوطاً داخلية وخارجية متزايدة. فإن الدول الأوروبية، وبالنظر لعدم إحراز حصول تقدم في المفاوضات النووية والقلق إزاء استمرار الأنشطة الإيرانية المشبوهة. تؤكد بشكل متزايد على تفعيل “آلية الزناد”.

وتُعد التصريحات الأخيرة لوزير الخارجية الفرنسي في مجلس الأمن الدولي. والتي أكد فيها على عدم تردد بلاده في إعادة فرض العقوبات الدولية في حال عدم تحقيق نتائج ملموسة في المفاوضات. مؤشراً على جدية أوروبا في هذا الصدد.

إن تفعيل هذه الآلية من شأنه أن يؤدي لعزل “إيران” الكامل على الساحة الدولية وتوجيه ضربة قاصمة لاقتصادها المتداعي.

في مواجهة هذه الضغوط، بدأ نظام “إيران” جهوداً دبلوماسية واسعة النطاق للحيلولة دون تفعيل “آلية الزناد”. ويُعد اقتراح عقد اجتماع طارئ مع “الترويكا الأوروبية” في “روما” وإرسال رسائل متكررة من “عباس عراقجي”، وزير خارجية النظام، والمسؤول عن وفد المفاوضات النووية مع “الولايات المتحدة”، إلى العواصم الأوروبية. دليلاً على قلق “طهران” العميق إزاء هذا السيناريو.

ومع ذلك، فإن هذه الجهود، التي اتسمت بلغة يائسة وتهديدية في آن واحد، لم تحقق حتى الآن نتائج ملموسة. كما أن تهديد النظام المتجدد بالانسحاب من معاهدة “حظر الانتشار النووي (NPT)” في حال تفعيل “آلية الزناد”. يُظهر عمق الأزمة التي يتخبط فيها هذا النظام.

وفي هذا السياق، أعلن “الاتحاد الأوروبي”، الجمعة الماضي. في ختام أعمال اللجنة الثالثة لمنع انتشار الأسلحة النووية، في بيان له: “إن ضمان عدم حصول نظام إيران على أسلحة نووية يمثل أولوية أمنية رئيسية للاتحاد الأوروبي. ونحن نؤكد على التزامات نظام إيران القانونية الملزمة بموجب معاهدة حظر الانتشار النووي (NPT). والتي تعتبر ضرورية للنظام العالمي لمنع الانتشار. وندعو جميع الدول إلى ضمان تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2231”.

إن تاريخ سلوكيات نظام “إيران” في الملف النووي ومحاولاته المتكررة لخداع المجتمع الدولي. يُظهر أن السبيل الوحيد لمنع هذا النظام من الحصول على أسلحة نووية هو ممارسة ضغط حاسم. والتنفيذ الكامل لقرارات مجلس الأمن. إن تفعيل “آلية الزناد” المنصوص عليها في القرار 2231 وإعادة العمل بالقرارات الستة السابقة التي وُضعت للحد من أنشطة النظام النووية المشبوهة. يمثلان الطريق الوحيد لضمان السلام والأمن الدوليين في مواجهة تهديدات هذا النظام. وكما حذرت “مريم رجوي”، قبل عشر سنوات. فإن أي اتفاق غير شامل وبدون ضمانات تنفيذية قوية، لن يتمكن من منع نظام “إيران” من الحصول على القنبلة الذرية.

ملحوظة: المواقف المعروضة في المقالة تعبر عن رأي صاحبها ولا تعكس مواقف الجريدة

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.