#ثقافة إسلامية: عالم الغيب والشهادة تعبير عن صفات الله المطلقة وثمار الإيمان

بدر شاشا

بدر شاشا

 

من أسماء الله الحسنى وصفاته العظيمة أنه عالم للغيب والشهادة. وهو وصف يتكرر في القرآن الكريم للدلالة على إحاطة علم الله بكل شيء. سواء كان خفيًا لا يعلمه الناس، أو ظاهرًا يشاهدونه ويدركونه.

فالغيب هو ما غاب عن حواس البشر وإدراكهم من أسرار الكون، وما تخفيه القلوب، وما سيقع في المستقبل. وأيضا ما في السماوات العلى وما في القبور.

أما الشهادة فهي كل ما يراه الناس ويسمعونه ويدركونه بحواسهم في العالم المحسوس من أفعال وأحداث وأشخاص.

علم الله لا يحده زمان ولا مكان. فهو يعلم ما كان وما يكون وما سيكون، وما لم يكن لو كان كيف يكون. يعلم الظاهر والباطن، السر والعلن، الحاضر والمستقبل. لا تخفى عليه خافية في الأرض ولا في السماء، ولا تحت الأرض ولا فوقها.

الإيمان بأن الله عالم الغيب والشهادة يورث في القلب طمأنينة. فالمؤمن إذا تيقن أن الله يعلم ما يمر به من ضيق أو هم، فإنه يسكن قلبه ويرتاح باله. كما يدفع هذا الإيمان إلى مراقبة النفس، فالله يعلم ما نخفيه كما يعلم ما نعلنه، ويجازينا على أعمالنا كلها.

في هذه الصفة دعوة إلى الثقة بالله والتسليم لأمره والصبر على قضائه. لأن ما نجهله من حكمة الأمور يعلمه الله وحده. وهي تربي فينا الخشية والخضوع وتدفعنا إلى تطهير نوايانا وأفعالنا. إذ لا يخفى على الله شيء من أمرنا.

فلا غرابة إذن أن يتكرر هذا الإسم من اسماء الله الحسنى في القرآن الكريم. لأنه تعبير عن علم إلهي مطلق وإحاطة بكل شيء ظاهرًا كان ام خفيًا. غير محدود لا بزمان ولا بمكان. وهو ما يدعو إلى التسليم بقضاء الله، والصبر على حكمه، والإيمان بحكمته في كل الأمور. وهو ما يعزز علاقة العبد بربه فتزداد طمأنينته ووعيه بقدرة الله المطلقة. مما يرسخ في قلبه معاني التوكل والاعتماد على الله والاعتراف بعجزه وضعفه أمام عظمة خالقه. إذ أن المعرفة بأن الله عالم بكل شيء تُعد من أعظم معاني الإيمان. فهي تُعزز من سلوك العبد وتدفعه إلى الخير والبعد عن المعاصي. لأنها تعلمه أن الله يراقبه ويحصي عليه كل صغيرة وكبيرة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.