سجلت التقارير الصادرة عن المفوضة السامية للأمم المتحدة، هذا العام. زيادة في أعداد النازحين قسراً واللاجئين حول العالم. والتي بلغت إلى 124,2 مليون شخص، أي1,5 % من سكان العالم. مؤكدة أن فلسطين، أفغانستان، الكونغو، سوريا، اليمن وفنزويلا ستشهد ارتفاعاً في حالات النزوح. وذلك جراء الحروب والكوارث البيئية وانعدام الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي!.
“لايف” تدعم النازحين واللاجئين في 5 قارات
لمواجهة هذه الكارثة، أكد “خليل مايك”، رئيس قسم التطوير بمؤسسة لايف للإغاثة والتنمية Life For Relief And Development. الحاصلة هذا العام على جائزة الشراكة الأكثر تأثيراً وفعالية عن مشروع مخيمات الإيواء في قطاع غزة. أن المؤسسة عملت بجهد ملموس على الأرض، منذ عام 1994. على دعم النازحين. وذلك من خلال توفير الإيواء، المساعدات الإغاثية العاجلة، الماء، الطعام والمستلزمات الطبية. مبرزا أن البداية كانت عقب حرب العراق واليمن والبوسنة، حيث لا زال الدعم موجها لهم حتى اليوم!.
مضيفا أن هذا الدعم توسع ليشمل المتضررين من زلزال الجزائر وتونس، في نفس العام. مع تسديل استمرار آثاره لأكثر من عامين!. إلى جانب زلزال تركيا. حيث عملت “لايف” على دعم النازحين فيها لأكثر من خمسة أعوام. من خلال العمل على توفير الاستقرار الكامل والأمان.
وخلال الفترة الممتدة من عام 1995 وحتى عام 2000 عملت “لايف” على تقديم الدعم للنازحين في “بنغلاديش” من المتضررين من الفيضانات. وأيضا للاجئين الفارين من ويلات الحروب في كشمير، الشيشان، كوسوفو وسيراليون.
استمرار دعم النازحين … حتى الاستقرار!
وعن جهود فرق الإغاثة التي تعمل بالتوازي أضاف قائلاً: “في عام 2001 بدأت “لايف” عملها لدعم النازحين المدنيين من الحرب في غزة وأفغانستان بجهود مكثفة. إلى جانب رفع معاناة المتضررين من الزلال في باكستان والجزائر. وذلك من خلال توفير خيام عالية الجودة وقوية الصنع.
وخلال العام2004 وحتى 2010 توسع نشاطها الإغاثي ليشمل دعم النازحين بسبب إعصار تسونامي والولايات المتحدة. ثم حرب لبنان وزلزال أندونيسيا وهايتي وحرب غزة. حيث امتد الدعم حتى عام 2016. مع تواجد “لايف” في قلب سوريا وليبيا واليمن وميانمار والفلبين. وذلك لدعم النازحين واللاجئين للدول المجاورة الفارين من جحيم الحروب.
كما قدمت “لايف” دعما للنازحين في الصومال وكينيا وغانا ومالي والسنغال المتأثرين من مضاعفات الجفاف الذي ضرب أفريقيا عام 2017. والناجين في “بورتاريكو” من الاعصار. بالتزامن مع دعم نازحي “الروهينغا”.
الاستعدادية والتخطيط … جهود متوازية!
عن جهود “لايف” خلال جائحة كورونا وما بعدها قال مايك: “ضربت الفيضانات بلاد عدة في قارات مختلفة. أثبتت خلالها “لايف” الاستعدادية والتخطيط. حيث عملت على دعم النازحين في افريقيا في: مالي والسنغال واوغندا وجامبيا وساحل العاج ونيجيريا. كما كثفت جهودها الغغاثية آسيا. وتحديدا في أفغانستان، بنغلاديش، باكستان وسيريلانكا. إضافة لدعم النازحين بأروبا عقب حرب أوكرانيا عام 2022. إضافة للفيضانات في الولايات المتحدة الأميركية.
وإلى جانب استمرار دعم النازحين في الدول السابقة، بدأت “لايف” في دعم النازحين في غزة ولبنان وفي السودان. ومن لجأوا للدول المجاورة والذين كانوا من النساء والشيوخ والأطفال. إلى جانب متضرري الجفاف في “أثيوبيا” و”صومالي لاند” و”زامبيا” و”لبيبا”. وكذلك عقب زلزال المغرب ونيبال، والحرب في “ميانمار”.
تعليم الأطفال ودعم الأيتام في مخيمات النازحين!
تجدر الإشارة إلى أن “لايف” عملت على تجاوز الإغاثة الطارئة للنازحين رافعة سقف طموحها، وبدعم المانحين وبالتكاتف مع الشركاء. لتوفير بيئة آمنه لتعليم الصغار في مخيمات الإيواء التي شيدتها. وظهر ذلك جلياً في سوريا، اليمن، العراق وغزة.
هذا إلى جانب مشروع “من الخيام إلى البيوت” والذي أقيم في الشمال السوري. حيث قامت “لايف” بالتعاون مع الشركاء على حماية النازحين من الموت برداً. وذلك من خلال بناء “لايف” 50 ألف قرية سكنية.
مخيمات “لايف” عززت التضامن العالمي من أجل غزة!
أكد “د.عبد الوهاب علاونة”، المدير الإقليمي لمكتبي فلسطين والأردن. أنه وعلى الرغم من التحديات الاستثنائية في غزة. وخطورة العمل في مناطق القصف المستمر وتقييد حركة عمال الإغاثة وانقطاع الاتصالات. فإن فرق “لايف” خاطرت بحياتها للوصول للنازحين. داعمة المشروع من خلال شراكات فعّالة ودعم المانحين.
وأضاف قائلاً: “أنشأت مبادرة “لايف” الإنسانية ملاجئ جماعية تطورت لمراكز إغاثة تقدم خدمات حيوية. مثل الغذاء ، الصرف الصحي والرعاية الطبية. مبرزا أنه وعلى الرغم من التحديات الجسيمة فقد عملت فرق المؤسسة في غزة والضفة الغربية ومكاتب الأردن وتركيا وعبر مصر. على تقديم المساعدات الطارئة. معززة بذلك التضامن العالمي. ومحوّلةً الملاجئ لرموز فاعلة حاملة للأمل والتعافي لنازحي غزة.
خيام.. حفظت على حياة النازحين من الموت احتراقاً!
قال “د.عبد الوهاب علاونة”: إن “مشروع الخيام الذي ينفذه فريق “لايف” يهدف لتوفير مآو آمنة ومريحة للمتضررين. إذ تتميز الخيام بمواد عالية الجودة والمثانة. فهي مصنعة من مادة “PVC”. وهو ما يجعلها مقاومة للحرارة، الرطوبة، البرد والمطر.
وبفضل استخدام مادة الفلين للتبريد، توفر الخيام بيئة داخلية مريحة ومنعشة للسكان. كما انها تتميز بتصميم سهل الفك والتركيب. مع غطاء خارجي مقاوم للحرائق وطبقة داخلية عازلة للرطوبة”.
تجدر الإشارة إلى أن قضية النزوح واللجوء تعد من أكبر التحديات والأزمات التي تمر منها الإنسانية في العصر الحديث. والأرقام المقدمة من قبل المنظمات الدولية تبرز عمق المأساة وهول الوقائع. وما يزيد الصورة سوداوية هو التوقعات بارتفاع هاته المآسي من خلال ارتفاع الأرقام. وبالتالي ازدياد الحاجة للتصدي لهاته المعاناة مع توقعات بارتفاع الأعداد بشكل مستمر نتيجة للحروب، الكوارث الطبيعية والانقسامات السياسية والاجتماعية في مناطق عدة من العالم.
كما تجدر الإشارة إلى أن التشريعات الدولية، ضمنها اتفاقية جنيف تضمن حقوق النازحين واللاجئين، في الأمان، المأوى والحماية من الاستغلال. مع إلزام الدول والمنظمات الإنسانية بالتطبيق الكامل لهذه الاتفاقيات ضمانا لحقوق الإنسان الأساسية. ومراعاة لقوانين العمل الإنساني الدولية التي تفرض على الجهات الفاعلة الالتزام بمعايير الحياد والشفافية.