#الحسيمة: نجاح باهر لمسرحية “أنت مرآتي/ذ شاك تيسيث إنو” المغربية البلجيكية

الحسيمة: فاطمة أوشن

الحسيمة: فاطمة أوشن

 

شهدت الدورة الثالثة عشرة من مهرجان الحسيمة المسرحي، يومه الجمعة 30 ماي 2025، المنظمة بدار الثقافة الأمير مولاي الحسن ب”الحسيمة”من طرف “جمعية فرقة الريف للمسرح الأمازيغي” و”مؤسسة الفضاء الأورو متوسطي لفنون الفرجة” ب”الحسيمة”. لحظة فنية استثنائية مع العرض المميز لمسرحية “أنت مرآتي/ذ شاك تيسيث إنو”.

وقد تقديم العرض حضور مندوبة عن السفارة البلجيكية بالرباط، “شيراز الفاسي”، ووزيرة الثقافة البلجيكية سابقا، “فضيلة لعنان”، وممثلة “فضاء ماغ magh” ب”بروكسيل”. إضافة للبرلمانية السابقة والمؤلفة والكاتبة، “فتيحة السعيدي”. فضلا عن حضور فعاليات ثقافية ومسؤولين من مختلف المؤسسات وفنانين ونقاد.

العمل المسرحي لاقى تجاوبا واسعًا من قبل الجمهور والنقاد على حد سواء. حيث تم اعتبارها من أهم الاعمال الفنية التي ستسم عروض مهرجان هذا العام. نظرا لحمولتها الجمالية والإنسانية، وما عكسته من تلاقح ثقافي بين شمال المغرب وبلجيكا.

ويعتبر هذا العمل المسرحي ثمرة إقامة فنية جمعت بين “الحسيمة” و”بروكسل”. وقد شارك في إنجازه طاقم متنوع من الفنانين الشباب والمهنيين المسرحيين من ضفّتي البحر الأبيض المتوسط. حيث تم تقديم العرض بثنائية لغوية أمازيغية وعربية، فرنسية وإنجليزية. وهو ما أضفى عليه طابعًا يعكس تعددية الهويات والانتماءات الثقافية التي تعيشها المنطقة والمهاجرون المغاربة في أوروبا.

وقد تم تناول المسرحية بأسلوب بصري وشعري ذا صلة بقضايا الهوية، الذاكرة والبحث عن الذات في مرآة الآخر. وذلك باستخدام المرآة كرمز مركزي لتأمل الذات في تعددها، وتصالحها مع جذورها وتحولاتها.

وقد صرّح القائمون على العمل بأن هاته التجربة الفنية لم تكن مجرد عرض مسرحي. بل مساحة للحوار بين فنانين ينتمون لخلفيات مختلفة. سعوا لبناء لغة مسرحية مشتركة تُجسّد التعدد الثقافي محفّزة على التلاقي والتفاهم.
وقد نالت فقرات العرض تصفيقًا حارًا من قبل جمهور الحسيمة. مولدة أثرًا عاطفيًا عميقًا لدى الحاضرين. وهو ما يؤكد على دور المسرح كجسر بين الثقافات وفضاء حي لتجديد الخطاب الفني والمجتمعي. وتعزيز قيم التعددية والتسامح.

تجدر الإشارة إلى أن العرض المقدم ونجاحه يعكسان أهمية دعم السياسات الثقافية المشجعة على التلاقح الثقافي والتعددية. بما يكرس ثقافة أنسنة للعلاقات بعيدا عن العصبيات والصراعات ولغة الدم التي أصبحت الخطاب السائد في عالم متفجر متفحم بألصور والمشاهد المأساوية كما في إبادة أطفال ونساء وشيوخ غزة في ظل صمت لا مبرر له إلا المشاركة في المؤامرة ولو بالصمت القاتل للحياة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.