#الإسكندرية، مصر – وصلت سفينة “مادلين”، إحدى سفن تحالف أسطول الحرية، وعلى مثنها 12 ناشطا، اليوم السبت، إلى قبالة سواحل “مصر”، قادمة من “صقلية” في اتجاه قطاع “غزة”. وذلك في محاولة لكسر الحصار “الإسرائيلي” المفروض والمستمر على القطاع منذ سنوات. والذي تصفه الأمم المتحدة بأنه يهدد حياة ساكنة القطاع بالمجاعة وأحد أكبر الأزمات الإنسانية في المنطقة.
وتفيد التقارير الواردة من عين المكان، أن السفينة أبحرت من ميناء “صقلية”، يوم الأحد الماضي. محملة ببعض من المساعدات الإنسانية. وقد وصلت لسواحل “مصر” ولم يتبق لها للوصول لقطاع “غزة” المحاصر سوى 288 ميلًا بحريًا.
وفي هذا السياق تم رصد تحليق مكثف لمسيّرات تابعة لجهاز خفر السواحل “اليوناني” و”الاتحاد الأوروبي” في مممارسات تم وصفها بالاستفزازية للسفينة.
وفي هذا السياق، قالت “ياسمين أكار”، ناشطة ألمانية في مجال حقوق الإنسان. لوكالة فرانس برس: “نبحر حاليا قبالة الساحل المصري. كل شيء على ما يرام”. مبرزة أن السفينة باتت قرب ساحل مدينة الإسكندرية المصرية. متوقعة الوصول إلى غزة صباح الاثنين.
وأضافت قائلة: “نحن على بعد حوالي 288 ميلا بحريا. ما يعني أنه بحلول مساء الأحد سنكون قريبين من مياه غزة الإقليمية”. مضيفة : “نحن مدركون تماما للعواقب الفعلية”.
وأوضحت الناشطة الألمانية أن السفينة “مادلين” ترفع علم “المملكة المتحدة” وأنها أصبحت على مقربة من المياه الإقليمية ل”غزة”. واصفة القطاع بأنه “محتل من قبل إسرائيل”. مضيفة: “إذا هاجمتنا إسرائيل فستكون تلك جريمة حرب أخرى. ما كنا لننطلق في هذه المهمة لو لم نكن نعتقد أننا سنصل إلى غزة”.
وتهدف هاته المبادرة إلى تسليط الضوء على الحقوق الإنسانية للشعب الفلسطيني. كما أنها تأتي في إطار حملات دولية منسقة، منها “المسيرة العالمية إلى غزة” التي تنظم تجمعات ومسيرات في عدة دول. وذلك بهدف الضغط على الكيان المحتل للسماح بوصول المساعدات الإنسانية لقطاع “غزة. وذلك تماشيا مع قرارات مجلس الأمن الدولي. وخاصة القرار رقم 1860 الذي يدعو لرفع الحصار.
وفي الشأن داته قالت “اللجنة الدولية لكسر الحصار عن غزة”، في بيان اصدرته من “لندن”: إن “اقتراب السفينة مادلين من شواطئ غزة يمثل تحديا شجاعا للسياسات الظالمة التي تحاصر المدنيين. ورسالة تضامن من شعوب العالم الحر مع شعبنا الصامد في غزة”. مؤكدة: أن “تحالف أسطول الحرية” على تواصل دائم مع الجهات القانونية والحقوقية الدولية لضمان سلامة النشطاء على متن السفينة. مشددة على أن “أي اعتداء على السفينة أو عرقلتها يمثل خرقا فاضحا للقانون الدولي الإنساني”.
وطالبت “ريما حسن”، نائبة في البرلمان الأوروبي موجودة على متن السفينة. حكومات العالم بالعمل على “ضمان ممر آمن لأسطول الحرية”. مبرزة أن أكثر من 200 مشرّع أوروبي وقّعوا على رسالة مفتوحة موجهة ل”إسرائيل” تطالبها بالسماح للسفينة بالوصول إلى غزة وبـ”إدخال حمولتها الإنسانية فورا”.
وتؤكد منظمات حقوق الإنسان. ضمنها “منظمة العفو الدولية”، أن عرقلة وصول المساعدات هو انتهاك للقانون الدولي الإنساني. خصوصًا اتفاقية جنيف الرابعة التي تلزم الأطراف بضمان حماية المدنيين والسماح بدخول المساعدات. وهو ما يدعو لتدخل دولي لوقف الانتهاكات المستمرة.
وقالت منظمة العفو الدولية، في بيان اصدرته الجمعة: إن هاته الخطوة “مبادرة تضامنية مهمّة”. مؤكدة أن “لا مبرّر” لعرقلة وصول المساعدات الإنسانية للقطاع. واصفة الوضع بأنه يعد واحدا “من أسوأ الكوارث الإنسانية في العالم”.
تجدر الإشارة إلى ان “تحالف أسطول الحرية”، الذي تأسس عام 2010، يضم نشطاء من أكثر من 50 دولة. ويهدف لتعزيز التضامن مع الشعب الفلسطيني. كما أن السفينة تحمل على مثنها نشطاء ينتمون ل”ألمانيا”، “فرنسا”، “البرازيل”، “تركيا”، “السويد” و”هولندا”.
وتفرض إسرائيل حصارا بحريا على غزة منذ ما قبل بدء العدوان “الإسرائيلي” على “غزة”.
تأتي هاته الخطوة في سياق استمرار الضغوط الدولية على دويلة الاحتلال من اجل رفع القيود المفروضة على دخول المساعدات. وذلك استجابةً لنداءات حقوقية وإنسانية، وقرارات أممية ومبادرات قانونية متعددة، تؤكد على ضرورة احترام حقوق الإنسان، وفقًا ل”اتفاقية روما” للمحكمة الجنائية الدولية.
وتعتبر “اتفاقية روما” أن فرض الحصار على “غزة” هو اعتداء على حقوق السكان المدنيين ويشكل جريمة ضد الإنسانية.
كما تجدر الإشارة إلى أن “المسيرة العالمية إلى غزة” تعتزم تنظيم تجمّع في “القاهرة” في 12 يونيو 2025. والانطلاق في اليوم التالي بواسطة حافلة إلى منطقة “العريش” الواقعة على مقربة من الحدود مع “غزة”. حيث سيشارك 2700 شخصا ينتمون لأكثر من 50 بلدا في مسيرة إلى الجانب المصري من معبر “رفح”. وهناك سيقيمون مخيّما لبضعة أيام. قبيل عودتهم للقاهرة في 19 يونيو 2025، وفق ما اوردته وكالة “فرانس برس”.