# سلا، المغرب – بعد سبات طويل، تتحرك الأوراش وينتعش سوق المهرجانات والأنشطة مع قرب الانتخابات. لتتحول جماعات ترابية لأوراش تنموية وأنشطة مفتوحة وأيام وليال وطنية تم افتقادها خلال زمن قارب على الانتهاء من عمر آخر زيارة لصناديق الاقتراع.
فمع قرب ساعة الحسم عبر الصناديق تحولت بعض الأحزاب للسرعة القصوى في القيام بحملات انتحابية سابقة لأوانها. وذلك لاستعادة ما تبقى من خرجاتها التطبيلية لمشاريع وليال افتقدتها الساكنة تدبيريا.
فمع غياب هلال المشاريع التي كان المواطنون يمنون أنفسهم أن يروها كحقيقة متجلية على أرض الواقع. يحل “التطبال والتزمار” كوسيلة من وسائل إقناع “العميان” بخير عميم وكليشهات فنية إبداعية للتضليل. ممنين الناس بالخير العميم بعد سنوات أخرى من التمديد. والمدخل غزو للضمير الجمعي بكافة الوسائل الممكنة وغير الممكنة من خلال حملات تختبئ وراء أيام وطنية وليال شعبية لإخفاء الفشل وإلباسه ثياب العرس. على الرغم من حضور العريس وغياب العروسة التي فارقت الحياة منذ آخر إطلالة عبر صناديق الاقتراع.
جميل جدا أن تخرج علينا جمعية ادريس بن المامون للبحثفي فن الملحون بسلا” بنشاط معنون فنيا وثقافين بشركة مع “جماعة سلا” عبر “أيام وطنية لنزهة الملحون في دورة “عبد الرحيم الكرومبي””. وترفع بالتالي شعارات لهاته الدورة، عنونتها ب”الوفاء-التنمية-الاستدامة”. وهي شعارات تتجاوز البعد الثقافي المفترض لتعرض بوعي، حتى لا نقول بلا وعي منها. برنامجا سياسيا وانتخابيا سابقا لأوانه، بدل برنامج ثقافي. تم إلباسه ثوب الثقافة والملحون والفقيد عبد الرحمان الكرومبي تغمده الله بواسع رحمته.
فما دلالة هاته التلازمية بين هاته الشعارات الثلاث “وفاء-تنمية-استدامة” ضمن مشروع ثقافي فني؟ وما الهدف من وراء هذا الترويج؟
لن نجد عناء في الإجابة، ومن موقع “فرويد” أن الليبيدو تفجر ففجر المكبوت، أي الحلم المنتظر، خلال السنة المقبلة. في استغلال للمال العام لإيصال رسائل حزبية لحزب ضمن التحالف الحكومي الحاكم من بوابة الثقافة والملحون والذكرى. في محاولة لتنسي ضمائر لا تزال حية ومكتوية بنار سياسات فاشلة وموصلة للناس لمستويات من العجز والاستدانة وإغراق البلاد في القروض وفوضى السوق ونشوة الاحتكارات التي غزت الجيوب. هموم السنوات العجاف التي انقضت وحان وقت قطافها على قول “الحجاج بن يوسف الثقفي” لأهل العراق.
في لحظات يبدو لهؤلاء المريدين أنهم يواجهون جيلا من الضباع او الحمير. ملبسين إلرجال منهم “تكشيطة” النساء. والنساء جلباب الرجال. في قلب لقواعد لعبة يعتقدونها نافعة لإدامة السيطرة على المجتمع والوصول لتحقيق براغماتية نفعية حزبية تحت دواعى أوراش آخر الليل. وأيضا ليالي السمر الملاح مع الملحون. كما تفجر في سلا خلال الفترة الممتدة من 12 والى غاية 15 يونيو 2025. ليضرب الحفل موعدا مع المستبلدين من القوم السنة المقبلة وكل انتخابات وانتم بألف خير.
الخبراء يرون أن تسارع وتيرة التحركات قبيل الانتخابات محاولة لإثارة انتباه المواطنين واستمالتهم بعد غياب طال حتى اصابته التخمة. ومسؤوليات تم تعليقها حتى حلول “خريف البطريك” نستقيها من “غارسيا ماركيز”. لتنفرج عقدة المشاريع والأنشطة فيفك الله عز وجل عقدة من ألسنة قوم كواها الصمت التنموي والاستدامة المواطنية والوفاء الفعلي للوطن ولفلسفة التدبير كما خطها عاهل البلاد المفدى في إطار من المسؤولية الوطنية الدائمة، في انتظار “عودة غودو” كما أبدعته المآثر العظمى في تاريخ المسرح العالمي.
لن نغوص في التحليل أعمق بل يكفي الإحالة إلى أن النشاط تضمن إقامة ندوة صحفية حضرها المنظمون فقط مع المصورين. وندوة فكرية مرت في أجواء من العشوائية وسط حضور باهت لم يتم خلالها تشغيل حتى النشيد الوطني كما جرت العادة قبيل بدئ أي نشاط. مع تسجيل عدم حضور أي مسؤول عن الجماعة وخلال بداية الندوة. لتكشف هاته اللخبطة حضور اللحظة من أجل تسجيل نقط انتخابية تدرج في السيرة الذاتية للمنظمين لأغراض معلومة ليس إلا. بدل أن يكون الهاجس مكثفا للشعارات المحمولة وللفن وللذكرى، والفاهم يفهم.