#الرباط، المغرب – تعزيزا للتعاون الثنائي في المجال الأمني. وقع المدير العام للأمن الوطني المغربي، “عبد اللطيف حموشي”، ونظيره الفرنسي، “لوي لوجيي”، الثلاثاء. على مخطط عمل مشترك بين مصالح الأمن الوطني بالمغرب والمديرية العامة للشرطة الوطنية الفرنسية.
جاء هذا التوقيع، تزامنا مع الزيارة التي قام بها المسؤول الأمني الفرنسي لبلادنا يوم 24 يونيو الحالي. وذلك في إطار ترسيخ الشراكة الاستراتيجية القائمة بين البلدين. إضافة لمأسسة التعاون في مجال مكافحة الجريمة المنظمة العابرة للحدود. خاصة في مجالات تعقب المبحوث عنهم دولياً وتبادل المعلومات والتعاون العملياتي. وذلك وفقاً لنصوص القانون المغربي، خاصة القانون رقم 12-03 المتعلق بمكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة.
يأتي هذا المخطط، الذي تم توقيعه بحضور سفير فرنسا بالرباط، “كريستوف لوكورتييه”. ووفد أمني هام يضم عددا من مدراء المديريات المركزية بالشرطة الوطنية الفرنسية. تتويجاً لعقود من التعاون. وذلك بما يعزز آليات المساعدة المتبادلة.
وأوضح بلاغ صادر عن قطب المديرية العامة للأمن الوطني والمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني. أن هذا المخطط “يُؤسس لخارطة طريق مشتركة في مجال مكافحة الجريمة المنظمة العابرة للحدود الوطنية لكلا البلدين”. مضيفا أنه يتضمن إنشاء مجموعات عمل مشتركة وتطوير برامج التكوين والتدريب وتبادل المعلومات الأمنية. وذلك بما يمكن من الاستجابة الفعالة للتحديات الأمنية المشتركة. ضمنها الإرهاب والجريمة المنظمة.
وأضاف ذات المصدر، أن “أهمية هذا المخطط المشترك، تكمن في كونه يسمح بمأسسة آليات التعاون المتميز القائم منذ عقود بين مصالح الأمن المغربية والفرنسية. ويدفع كذلك في اتجاه تطوير وتوسيع مجالات هذا التعاون، لتشمل إمكانية خلق مجموعات عمل مشتركة. لمواجهة مختلف التحديات المرتبطة بالجريمة المنظمة. بما في ذلك تعقب الأشخاص في حالة فرار والمبحوث عنهم دوليا”.
تجدر الإشارة إلى أن “حموشي” كان قد حظي بتنويه من قبل السلطات الفرنسية. حيث تم منحه وسام “جوقة الشرف” من درجة ضابط. اعترافا بالدور الريادي للمغرب في مكافحة الإرهاب والجريمة. ومساهمته في دعم استراتيجيات التعاون الدولية، وفقا للمبادئ الدستورية والمواثيق الدولية. ضمانا لأمن البلدين وخدمة لمصالحهما الوطنية المشتركة.
ويعزز هذا الاتفاق الجاهزية والاستعداد لتأمين الأحداث الكبرى وتبادل الخبرات في مجالات التكوين والتقنية وتنسيق العمليات الأمنية بين الطرفين. وذلك تمثينا لعمق العلاقات الثنائية القائمة والتعاون المشترك المستند لأسس التفاهم الاستراتيجي، وفق ما تنص عليه مواثيق الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي.
وفي هذا السياق، عبّر المدير العام للشرطة الوطنية الفرنسية عن امتنانه الكبير للدور الذي لعبه المغرب في مجال دعم الأمن الفرنسي في مكافحة الخطر الإرهابي. وفي ملاحقة وتوقيف عدد من المبحوث عنهم من طرف القضاء الفرنسي في قضايا الجريمة المنظمة. وأيضا في تأمين الألعاب الأولمبية التي احتضنتها “باريس”. مؤكدا استعداد فرنسا لتقديم كل أشكال الدعم الممكنة لمساعدة الشرطة المغربية في بروتوكولات الأمن والسلامة لتأمين التظاهرات الرياضية الدولية التي سيحتضنها المغرب مستقبلا.
وعلى هامش هاته الزيارة، قام سفير الجمهورية الفرنسية المعتمد بالرباط، “كريستوف لوكورتييه”. بتسليم ميدالية وسام “جوقة الشرف” من درجة ضابط، الممنوحة من قبل السلطات الفرنسية للمدير العام للأمن الوطني ولمراقبة التراب الوطني، “عبد اللطيف حموشي”.
وقد أكد الجانب الفرنسي أن منح “عبد اللطيف حموشي” أسمى وأعلى الأوسمة الفرنسية. هو اعتراف بالدور الريادي الذي تضطلع به مصالح الأمن الوطني بالمملكة المغربية في الجهود الدولية المبذولة لمكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة.
وتمثل هاته الاتفاقية نقلة نوعية في مسار التعاون الأمني بين “المغرب” و”فرنسا”. وذلك من خلال تأكيدها على تعزيز آليات التنسيق العملياتي وتوحيد الجهود لمواجهة التهديدات الأمنية الحديثة وترسيخ مكانة المغرب كشريك أمني استراتيجي.