#المغرب- أصدرت “الوكالة الوطنية للمياه والغابات” خطة استباقية تستند إلى معطيات علمية متقدمة. والتي تتضمن خرائط تنبؤ تحدد المناطق الأكثر عرضة لحرائق الغابات على الصعيد الوطني. خلال الفترة الممتدة من 27 يونيو الحالي وإلى غاية 4 يليوز 2025. وذلك انسجاما مع المادة 7 من القانون رقم “16.12” ذات الصلة بحماية الغابات.
وتركز الخريطة على تقييم المخاطر بناءً على نوعية الغطاء الغابوي، التوقعات المناخية والظروف الطبوغرافية. كم تحدد المناطق المصنفة ذات خطورة قصوى والتي تشمل أقاليم “طنجة أصيلة”، “وزان”، “العرائش”، “شفشاونط، “تازة” و”تاونات”. إضافة لأقاليم “الحسيمة”، “القنيطرة”، “بني ملال”، “أزيلال”، “الصخيرات تمارة”، “سلا”، “الرباط” و”الخميسات”.
وتتميز الظروف المناخية والغطائية بهاته الأقاليم بارتفاع نسب احتمالية اندلاع الحرائق. وهو ما يقتضي تفعيل منطوق المادة 11 من قانون مكافحة حرائق الغابات، التي تدعو لاتخاذ إجراءات وقائية. خاصة في المناطق عالية الخطورة.
كما صنفت ذات الوكالة مناطق أخرى ضمن خانة المناطق ذات خطورة مرتفعة. والتي تشمل أقاليم “المضيق”، “تطوان” و”فحص أنجرة”. إضافة لأقاليم “صفرو”، “خنيفرة”، “إفران”، “أكادير إدا أوتانان”، “تاوريرت”، “وجدة أنجاد”، “الناظور”، “بركان” و”الدرويش”. ويقتضي هذا التصنيف اتخاذ تدابير احترازية إضافية.
وفي السياق نفسه، صنفت الوكالة مناطق أخرى ذات خطورة متوسطة، مذرجة ضمنها أقاليم “سيدي سليمان”، “مكناس”، “الصويرة”، “بنسليمان”و”تارودانت”. موجهة تحذيرا لقاصدي وساكني هاته المناطق بضرورة توخي الحذر. خاصة بجهة “بني ملال خنيفرة” التي تتصدر قائمة المناطق المهددةز ارتباطا بارتفاع درجات الحرارة وتوفرها على غطاء غابوي هام. وذلك وفقًا للمادة 9 من القانون رقم “12.07” المتعلق بحماية البيئة والتنمية المستدامة.
وشددت الوكالة على أهمية إبلاغ السلطات المحلية في حال ملاحظة أي دخان أو سلوك مشبوه. وتطبيق الإجراءات الوقائية التي تنص عليها المادة 15 من القانون رقم “62.17”. ذات الصلة بحماية الغابات، ضمانا للسلامة العامة وحماية للثروة الغابوية. مع ضرورة رفع الوعي بين الساكنة والمصطافين حول مخاطر الحرائق وتكثيف عمليات المراقبة والتدخل السريع عند الحاجة. ضمانا لاستدامة الموارد الغابوية وتقليلا للأضرار المحتملة.
تجدر الإشارة إلى أن هاته الخطوة تنطلق من منطوق المادة 29 من القانون “28.07” المتعلقة بالتنمية المستدامة للغابات. والمرسوم رقم “2-20-473” المتعلق بمنع حرائق الغابات. إضافة للاستراتيجية الوطنية للوقاية من حرائق الغابات 2020-2030.
وقد ضمنت الوكالة الخريطة ألوانا تحدد نسبة الخطورة. حيث حددت المناطق ذات الخطورة القصوى باللون الأحمر والتي تشمل 14 إقليما. حيث من المنتظر أن تسجل ارقاما قياسية. إذ من المتوقع أن تصل درجات الحرارة داخلها إلى ما فوق 40°درجة مئوية. مع سرعة رياح ستصل إلى 50 كم/ساعة. ورطوبة نسبية، أي أقل من 30%. كما انها تتميز بكثافة في الغطاء النباتي الجاف. ومن هنا ارتفاع نسبة المخاطر فيها.
كما أشارت للمناطق ذات خطورة مرتفعة باللون البرتقالي، والتي تشمل 12 إقليماً. حيث من المتوقع أن تتراوح درجات الحرارة بها ما بين 35-40 درجة مئوية. مع رطوبة نسبية ما بين 30 و45%. كما أنها تتميز بوجود غابات الأرز والبلوط الفليني.
وفي السياق ذاته اشارت للمناطق ذات خطورة متوسطة باللون الأصفر، والتي تضم 5 أقاليم. حيث من المنتظر أن تعرف نسبة حرارة تتراوح ما بين 30 و35 درجة مئوية. مع رطوبة نسبية ما بين 45 و60%.
ولتفادي أية كارثة بيئية ناتجة عن إشعال الحرائق ينصح السكان كما الزوار بالامتناع عن إشعال النار في المناطق الغابوية، وفقا للمادة 17 من القانون 28.07. والإبلاغ الفوري عن أي دخان عبر الرقم الأخضر 0801004040. مع تجنب رمي أعقاب السجائر.
كما يفترض في السلطات المحلية أن تعمل على تفعيل خلايا اليقظة الدائمة ونشر فرق التدخل السريع. إضافة لتجهيز نقاط المياه الاستراتيجية تحسبا لكل المخاطر.
وما يزيد من ارتفاع نسبة المخاطر هو تعرض المغرب لموجة حر غير مسبوقة. مع توقعات بارتفاع في درجات الحرارة يتراوح ما بين 5 و7 درجات مئوية عن المعدل الموسمي. إضافة لتسجيل جفاف نباتي متقدم بنسبة 68% مقارنة مع العام الماضي. فضلا عن تأثير تغير المناخ على النظم البيئية، وفق تقرير المندوبية السامية للمياه والغابات لعام 2024.
تجدر الإشارة أيضا إلى أن الرأسمال الغابوي يغطي 12% من مساحة التراب الوطني. مع التأكيد على أن 90% من الحرائق سببها سلوكيات بشرية غير مسؤولة. ومن هنا أهمية تغيير هاته السلوكيات الضارة بالبيئة وبالتالي بالحياة.
