#الدار البيضاء، المغرب – تستمر الاجواء الحارة بعدد من المناطق بالمملكة المغربية. الناتجة عن تأثيرات الكتل الهوائية الصحراوية الحارة والجافة القادمة من الاقاليم الجنوبية من المغرب. حيث سجلت العاصمة “الرباط” درجة حرارة غير مسبوقة بلغت 40 درجة مئوية خلال ساعات الصباح. وفق بيانات “المديرية العامة للأرصاد الجوية المغربية”. الناتجة عن تدفق كثل هوائية صحراوية حارة وجافة، مصحوبة برياح “الشركي” الجافة التي تزيد من الإحساس بالحرارة الخانقة.
وضع يقتضي اتخاذ مجموعة من الإجراءات الاحترازية لتلافي مضاعفات هاته الموجة الحرارية. وذلك وفقا للمادة 2 من قانون البيئة رقم “12-03″، الملزمة باتخاذ تدابير وقائية للتكيف مع التغير المناخي وتقليل آثاره.
وفي هذا السياق، فقد سجلت مدينة “الرباط”، صباح اليوم. أعلى درجة حرارة منذ بداية فصل الصيف. حيث بلغت 40 درجة مئوية عند حدود الساعة الحادية عشرة صباحا. وهو مستوى قياسي غير معتاد وفقا للمخططات المناخية المسجلة.
وتعود هاته الوضعية المناخية الصعبة لاستمرار تدفق الكتل الهوائية الحارة والجافة القادمة من الاقاليم الصحراوية. وفقا لما افادت به المديرية العامة للأرصاد الجوية. والتي تتوقع استمرارها حتى بداية شهر يوليوز، خاصة مع استقرار الكتل الهوائية الحارة فوق شمال إفريقيا.
وقد اوضح خبراء الأرصاد، أن هاته الظاهرة المناخية تشتد مع هبوب رياح “الشركي” الجافة مع أجواء خانقة. المصحوبة بسحب غير مستقرة يمكن أن تتطور إلى سحب رعدية محلية بالمناطق الداخلية والمرتفعات. وهو ما يبرز الحاجة لاتخاذ إجراءات وقائية، خاصة بالنسبة للفئات الهشة كالمسنين والأطفال. من خلال التوعية بضرورة تجنب التعرض المباشر للشمس والإكثار من شرب السوائل. وذلك بما يتوافق مع التدابير الصحية المنصوص عليها في القانون رقم “28-13” المتعلق بالسلامة الصحية.
ووفق التوقعات الرسمية فإن هاته الأجواء الحارة ستستمر خلال الأيام المقبلة. في ظل استقرار الكتل الهوائية الحارة فوق شمال إفريقيا. ما يجعل المملكة أمام موجة حر قد تمتد حتى بداية شهر يوليوز المقبل.
واتصالا بهاته الوضعية المناخية الصعبة. أصدرت “وزارة الصحة” في المغرب تحذيرات عاجلة. دعت من خلالها المواطنين لتجنب التعرض لأشعة الشمس المباشرة، بين الساعة 11 صباحا و4 مساء. ناصحة إياهم بالإكثار من شرب المياه لتجنب الجفاف والإجهاد الحراري. ومراقبة تحركات الفئات الهشة، من كبار السن، الأطفال وأيضا المرضى.
وهكذا، يشهد المغرب، كما هو الحال بمناطق شمال أفريقيا والعديد من دول البحر المتوسط. تغيرات مناخية متسارعة. حيث أشارت دراسة أعدها “برنامج الأمم المتحدة للبيئة”، إلى زيادة وتيرة موجات الحر بنسبة 30% خلال العقد الماضي. مع تسجيل تراجع التساقطات المطرية، وهو ما يهدد الأمن المائي وفق بيانات “وزارة الفلاحة” في المغرب.
ولمواجهة هاته الموجة الحرارية الاستثنائية، يجب الابتعاد عن الشمس المباشرة واستخدام واق من الأشعة فوق البنفسجية. مع ارتداء ملابس خفيفة وفضفاضة، يفضل أن تكون فاتحة اللون. إضافة لتجنب المجهود البدني الشديد خلال أوقات الذروة والاعتناء بالحيوانات الأليفة وتوفير ماء كاف لها.
كما تفرض هاته التغيرات المناخية على الدولة تكييف سياساتها الحكومية للتعامل مع هذا الوضع الاستثنائي. مع وضع استراتيجية المغرب الأخضر لمواجهة الجفاف. والدفع في اتجاه إقامة مشاريع الطاقة المتجددة للحد من الانبعاثات. فضلا عن تعزيز أنظمة الإنذار المبكر للظواهر الجوية القصوى.