#صراع المواقع بين “ترامب” وخامنائي” يشتعل في ظل اجواء متوثرة

#محمد حميمداني

#محمد حميمداني

 

#واشنطن، الولايات المتحدة – تتصاعد حدة الخلاف بين “طهران” و”واشنطن”. وهاته المرة عقب تصريحات الرئيس الأمريكي، “دونالد ترامب”. حول “إيران”. والتي استهجن من خلالها تصريحات المرشد الأعلى للثورة الإسلامية في إيران، “علي خامنئي”، متهما إياه بالكذب.

تصريحات تخالف المادة 2 من “اتفاقية فيينا” للعلاقات الدبلوماسية، التي تؤكد على احترام السيادة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول.

واستهجن “ترامب” عبر منصة “تروث سوشال” تصريحات “خامنئي”. متهماً إياه بالكذب بقوله: إن بلاده انتصرت على “إسرائيل” و”أمريكا”. قائلا: إن “إيران” تعرضت لتذمير شامل لمواقعها النووية.

وأضاف: أن “إسرائيل” كانت تخطط لضربة عسكرية واسعة ضد “إيران”. وأنه كان من الممكن أن تتسبب في دمار هائل. داعيا لما أسماه “عودة “إيران” للمجتمع الدولي”. محذرا من تدهور أوضاعها الاقتصادية والأمنية.

وردا على هاته التدوينة طالب وزير الخارجية الإيراني، “عباس عراقجي”، باحترام “إيران” وتخلي “ترامب” عن “لهجته غير المحترمة”.

تصريح “ترامب” لاقى تفاعلا عن مستوى مواقع التواصل الاجتماعي.

وكان “خامنائي” قد قال: إن بلاده انتصرت على “إسرائيل” و”أمريكا”. وأنها وجهت “صفعة قوية” للولايات المتحدة عبر ضربها قاعدة “العديد” في “قطر”.

وقال “ترامب” في تدوينته: “لماذا يقول ما يسمى ’المرشد الأعلى‘ آية الله علي خامنئي، من دولة إيران التي مزقتها الحرب. بكل صراحة وحماقة أنه فاز في الحرب مع إسرائيل. عندما يعلم أن تصريحه كذب. إنه ليس كذلك، بصفته رجلًا ذا إيمان عظيم، لا يُفترض به أن يكذب. لقد تم تدمير بلاده. وتم محو مواقعه النووية الثلاثة الشريرة. وكنت أعرف بالضبط مكان وجوده، ولم أسمح لإسرائيل، أو القوات المسلحة الأمريكية، الأعظم والأقوى في العالم، بإنهاء حياته. لقد أنقذته من موت بشع ومخزٍ للغاية. ولا يتعين عليه أن يقول، “شكرًا لك، الرئيس ترامب!”. في الواقع، في الفصل الأخير من الحرب، طالبت إسرائيل بإعادة مجموعة كبيرة جدًا من الطائرات، التي كانت متجهة مباشرة إلى “طهران”، باحثة عن يوم عظيم، ربما الضربة القاضية النهائية! كان من الممكن أن تحدث أضرار جسيمة. وأن يُقتل عدد كبير من الإيرانيين. كان من المتوقع أن يكون هذا الهجوم الأضخم في الحرب بلا منازع”.

وتابع ترامب: “خلال الأيام القليلة الماضية، كنت أعمل على إمكانية رفع العقوبات، وأمور أخرى. مما كان سيمنح إيران فرصة أفضل بكثير للتعافي الكامل والسريع والشامل – العقوبات مؤلمة!. ولكن لا، بدلاً من ذلك، تلقيت بيانًا مليئًا بالغضب والكراهية والاشمئزاز. وتوقفت على الفور عن كل العمل على تخفيف العقوبات. وأكثر من ذلك. يجب على إيران العودة إلى مجرى النظام العالمي. وإلا ستزداد الأمور سوءًا بالنسبة لهم. إنهم دائمًا غاضبون وعدائيون وغير سعداء. وانظر إلى ما حصلوا عليه، بلد محترق ومتفجر، بلا مستقبل. وجيش مذمر، واقتصاد مروع، والموت في كل مكان حولهم. ليس لديهم أمل، وسيزداد الأمر سوءا!. أتمنى أن تدرك قيادة إيران أنك غالبا ما تحصل على المزيد بالعسل أكثر مما تحصل عليه بالخل. سلام!”.

وفي السياق ذاته، قال وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، الجمعة: إذا أراد “ترامب” اتفاقا مع “إيران”، فعليه التخلي عن لهجته “غير المحترمة” تجاه المرشد الإيراني، “علي خامنئي”.

وأضاف عراقجي، عبر منصة “إكس”: “إذا كان الرئيس ترامب صادقا في رغبته في اتفاق. فعليه التخلي عن لهجته غير المحترمة وغير المقبولة تجاه المرشد الأعلى الإيراني، “علي خامنئي””.

تجدر الإشارة إلى ان علاقات “إيران” و”الولايات المتحدة” تشهد توترا مستمرا منذ انسحاب “ترامب” من الاتفاق النووي (JCPOA) عام 2018. حيث تتهم “إيران” الولايات المتحدة بممارسة “حرب اقتصادية” عليها عبر العقوبات. فيما تتهمها “واشنطن” بـ”دعم الإرهاب”. وتقول “طهران” إنها وجهت صفعة قوية ل”واشنطن” عبر ضرب “قاعدة العديد”. إلا أن “ترامب” يرى أنها لم تحدث ضررا استراتيجيا.

وتفرض “الولايات المتحدة” عقوبات صارمة على “إيران” بسبب برنامجها النووي والصاروخي. على الرغم من دعم  “الأمم المتحدة” للاتفاق النووي الموقع مع “إيران” عبر القرار 2231. إلا أن “ترامب” يرفضه.

تفاعلا مع تصريحات “ترامب” أبدت “إسرائيل” تأييدها لموقفه. معتبرة أن “إيران تشكل تهديدًا وجوديًا”.
فيما دعت كل من “روسيا” و”الصين” لحل دبلوماسي وتخفيف العقوبات.

ويرى متتبعون أن هذا التصعيد اللفظي قد يؤدي لتجميد المفاوضات النووية. كما أن عودة العقوبات المشددة قد تدفع “إيران” لتسريع تخصيب اليورانيوم. فيما يمكن أن يساهم تدخل “الاتحاد الأوروبي” في تخفيف الأزمة القائمة بين “واشنطن” و”طهران”.

عموما فإن هاته التصريحات من الجانبين تعكس استمرار الحرب النفسية بين البلدين. مع تأثيرات كل ذلك على الأمن الإقليمي والمفاوضات النووية. في ظل غياب حوار بناء، قد تشهد العلاقات مزيدًا من التدهور.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.