#نواكشوط، موريتانيا – دعت “النقابة الوطنية للصحافة المغربية” و”نقابة الصحفيين الموريتانيين” لاعتماد “ميثاق أخلاقي موحد” و”مرصد نقابي مشترك” لمواجهة تأثير الذكاء الاصطناعي على العمل الصحافي. وذلك من خلال إصدار “إعلان نواكشوط” عقب ندوة علمية مشتركة.
ودعا البيان المشترك الصادر، يومه 07 أبريل 2025، عقب الندوة المشتركة المنظمة بالعاصمة الموريتانية، “نواكشوط”. لوضع ميثاق أخلاقي موحد يضع حدود استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي. بما يضمن حماية البيانات الشخصية وحرية التعبير في نفس الوقت.
جاء ذلك في إطار سعي التنظيمين النقابيين الصحافيين تعزيز تعاونهما الإعلامي لمواجهة التحديات التي يفرضها تطور تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي على مهنة الصحافة. وذلك استنادا للمبادئ المنصوص عليها في “القانون رقم 88-13″ المتعلق بحماية المعطيات الشخصية في المغرب، التي تلزم الوسائل الإعلامية بـ”تحري الدقة والتوازن”. والمادة 12 من “القانون الإعلامي 023-2021”. المجرم لنشر “الأخبار الكاذبة” في “موريتانيا”. ومبادئ منظمة “اليونسكو” لأخلاقيات الذكاء الاصطناعي، المتصلة بالصحافة الحرة. والمؤكدة على ضرورة إحداث التوازن بين التقدم التكنولوجي والأخلاقيات الصحافية.
وأكد المشاركون على أهمية مواكبة التطورات التكنولوجية ولكن ضمن إطار أخلاقي. مع الدعوة لإنشاء “مرصد نقابي مشترك لمراقبة أثر الذكاء الاصطناعي على المهنة”.
وشدد البيان على ضرورة التعاون مع الجامعات ومراكز البحث، من خلال إطلاق برامج تدريبية مشتركة. بهدف تعزيز قدرات الصحافيين على التعامل مع أدوات الذكاء الاصطناعي. مع الترافع المشترك أمام المنظمات الدولية والإقليمية. عن حقوق الصحافيين وحماية المهنة من المخاطر الرقمية. بما يتوافق مع المادة 22 من الميثاق العالمي لحقوق الإنسان الضامنة لحرية التعبير وحماية الخصوصية.
ويعتبر “إعلان نواكشوط” خطوة هامة نحو تنظيم العمل الإعلامي في عصر الذكاء الاصطناعي، وإرساء قواعد أخلاقية توازن بين الابتكار وحماية الحقوق.
وأكد الإطاران النقابيان التزامهما بالضوابط المهنية والعمل المشترك لمواجهة التحديات الرقمية. ضمانا لاستدامة مهنة الصحافة في ظل التغيرات العالمية.
يأتي إصدار هذا الميثاق الأخلاقي الموحد ذا الصلة باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي من اجل وضع حدود واضحة لحماية البيانات الشخصية وحرية التعبير. وذلك بغاية الاستفادة من مزايا الذكاء الاصطناعي ومواجهة المخاطر التي يحملها في نفس الوقت. ومتابعة الأثر الذي يخلفه الذكاء الاصطناعي على مهنة الصحافة. مع تقديم التوصيات اللازمة لضمان التفاعل الإيجابي مع هاته الثورة العالمية.
وأكد المشاركون على اهمية بناء شراكات مع الجامعات ومراكز البحث لتعزيز معارف الصحافيين. وأيضا القيام ببرامج تدريبية مشتركة بما يمكن الصحافيين الشباب من اكتساب الخبرة في التعامل مع أدوات الذكاء الاصطناعي. مع التشديد على أهمية الترافع أمام الهيئات الدولية والإقليمية لضمان حماية فعلية لحقوق الصحافيين. وحفظ مهنة الصحافة من الآثار المذمرة ومخاطر التزييف والأخبار المضللة التي قد تفرضها التكنولوجيا الجديدة.
ويعتبر هذا الإعلان خطوة هامة نحو تنظيم العمل الإعلامي في ظل متغيرات الذكاء الاصطناعي. مع المحافظة على حرية الصحافة وضمان حقوق الأفراد. والالتزام بالمبادئ المهنية وقيم التضامن لمواجهة تحديات الثورة الرقمية.
كما تأتي أهمية هاته الخطوة من تزامنها مع تحديات ناشئة عن انتشار أدوات توليد المحتوى بالذكاء الاصطناعي. وأيضا اتصالا بارتفاع حالات التزييف العميق بنسبة 300% عالميا منذ عام 2023، وفق ما أورده “تقرير كلاريفي”. فضلا عن مخاطر انتهاك الخصوصية عبر خوارزميات تحليل البيانات الشخصية.
وأكد المشاركون على أهمية اعتماد ميثاق أخلاقي ضابط لاستخدام الذكاء الاصطناعي ومعزز لحرية التعبير ومتصد للتضليل. مشددين على ضرورة خلق “المرصد النقابي”، لرصد انتهاكات وجرائم الذكاء الاصطناعي مع تقديم توصيات للهيئات التشريعية. فضلا عن دعم الشراكات الأكاديمية وإقامة برامج تدريبية مشتركة من اجل تطوير كفاءات الصحافيين في مجال الأدوات الرقمية.
كما يهدف الإعلان أيضا لمواجهة ثلاث أزمات متوقعة بحلول 2028 وفق دراسات أعدها “معهد رويترز”. المتعلقة باختفاء 40% من وظائف التحرير التقليدية، تضاعف الأخبار الزائفة المُولدة آليا وانهيار نماذج التمويل الإعلامي التقليدية.
ويروم هذا الإعلان إلى تجاوز سلبيات استعمال الذكاء الاصطناعي في الشق المتعلق بتهديد المصداقية الصحافية ومسؤولية المحرر البشري في مواجهة المحتوى الآلي.