#بني ملال، المغرب – كانت “جماعة أولاد يوسف” ب”إقليم بني ملال” على موعد، أمس الجمعة. مع فصول حادثة مأساوية. مع تعرض عنصر من الوقاية المدنية لاعتداء خطير من قبل أحد الأشخاص يعتصم ب”شاطو الماء” مدة أسبوعين والذي كاد أن يودي بحياة احد المنقدين.
وهكذا فقد عرض أحد الأشخاص، يدعى “بوعبيد”. أحد عناصر الوقاية المدنية خلال محاولة إنقاذه من فوق خزان مائي مرتفع، يعرف ب”شاطو الماء”. لفصول اعتداء خطير وثقته مشاهد تم عرضها عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
واقعة حملت العديد من الدلالات والتساؤلات وأبرزت عمق الأزمة الاجتماعية والنفسية المعاشة. وتحول التعبير عن الرفض لواقع البطالة أو الإحساس بالحكرة إلى قنابل متفجرة قد تسقط ضحايا لا صلة لهم بالموضوع بالمطلق.
فما وقع ب”شاطو الماء” جاء، وفق المعتدي على رجل الوقاية المدنية. تعبيرا عما أسماه “غموضا” يلف وفاة والده المتقاعد. واتهامه السلطات ب”طي الملف دون تحقيق معمق”، وفق إفادته. لشكه بوجود جريمة ذات صلة بعملية الوفاة. وهو ما جعله يخوض هاته المعركة مع إضراب عن الطعام. والذي كان ضحيته عنصر الوقاية المدنية.
تجدر الإشارة إلى أن “القانون رقم 98-23” يجرم ممارسة العنف ضد عناصر القوات المسلحة والأمن. ويحكم على الفاعل بالسجن والغرامة.
حادث يعكس هشاشة الوضع الاجتماعي ونقص الثقة في المؤسسات. علما أن “بوعبيد” معروف بين أهالي المنطقة بأنه شخص مسالم. وهو ما يضيف أبعادا إنسانية وحقوقية تتطلب دراسة عميقة للأسباب النفسية والاجتماعية التي دفعته لهذا التصرف. خاصة في ظل تدهور الظروف المعيشية وغياب آليات الحوار والتواصل مع السلطات.
ويؤكد خبراء حقوق الإنسان أن مثل هذه الأحداث تستوجب تعزيز الوعي القانوني والاجتماعي. وتوفير الدعم النفسي للمواطنين، خاصة في حالات الأزمات. كما أنه يفرض ضرورة مراجعة السياسات الاجتماعية والإنسانية
وفي هذا الباب لابد من الوقوف على قول “نيلسون مانديلا”: “العدالة تبدأ من حماية من يخدمون المجتمع ويضحون من أجله”.
وفي وقائع الحادث فقد تدخلت فرق الوقاية المدنية بعد بلاغ أفاد بفقدان “بوعبيد” للوعي فوق الخزان. لكن وفور صعود أول منقذ. فقد تعرض لهجوم بعصا واحتجاز. فيما تعرض زميله لخطر الموت خلال محاولته إنقاذ زميله المحتجز. محاولا مما كاد يتسبب في سقوطه في سقطة مميتة لولا تدخل سريع من باقي الفريق. وهو الوضع الذي أثار حالة استنفار. حيث حضرت تعزيزات أمنية مكثفة، (الدرك الملكي، القوات المساعدة والوقاية المدنية) للسيطرة على الموقع وسط ذهول السكان.
ويحتج “بوعبيد” رافضا النزول أو الطعام رغم تسجيل حرارة تجاوزت 40 درجة مئوية. مطالبا بفتح تحقيق “شفاف” في وفاة والده المتقاعد التي يصفها بـ”الغامضة” قبل حوالي أسبوعين. ليتحول احتجاجه إلى مشهد مأساوي علني، يكشف يأس المواطن وإصراره على المطالبة بحقه في معرفة حقيقة وفاة والده. وهو ما أثار تعاطفا واسعًا ومخاوف على حياته.
تجدر الإشارة إلى أن التعدي على موظف عمومي أثناء تأدية واجبه جريمة يعاقب عليها “الفصل 224” من القانون الجنائي المغربي بالسجن من سنة إلى 5 سنوات مع الغرامة. ويتم تشديد هاته العقوبة إن نتج عن الاعتداء عجز أو مرض.فيما يعاقب من يعرض حياة الغير للخطر، كما حصل في محاولة دفع المنقذ. للمساءلة بموجب “الفصل 432″، ذا الصلة بالضرب والجرح العمد و”الفصلين 434-435” إذا نتج عنه عجز أو مرض.
واقعة تعكس أزمة ثقة مزدوجة، الاولى ذات صلة بعنف مواطن يائس تجاه من يفترض أن يكونوا منقذين. والثانية إصرار يائس على تحقيق العدالة في قضية شخصية. وهو ما يضع الإدارة أمام مسؤوليتين. جنائية من خلال معالجة الاعتداء الخطير على رجال الإنقاذ. وإدارية قضائية فيما يتعلق بالاستجابة الجادة لمطلب التحقيق في وفاة والد “بوعبيد”. وإنسانية تتمثل في إنهاء مأساة “بوعبيد” قبل فوات الأوان.
وكانت مجموعة من المأثرات قد أكدت على ضرورة الإنصاف. حيث قال “عمر بن الخطاب”: “الظلم ينتج الثورة، والثورة تنتج الحق”. كما تعكس قولة “ألبير كامو” “أخطر ما في العالم هو اليأس المطلق” وضع “بوعبيد” الآني. كما أكد “المجلس الوطني لحقوق الإنسان” أن “سلامة المواطن وكرامته فوق كل اعتبار”، مذكرا بالالتزامات الدستورية.