#السهول، المغرب – في أجواء مميزة ووسط حماس جماهيري كبير. كانت “جماعة السهول” على موعد، مساء الجمعة. مع نجاح مميز لإحدى أمسيات الدورة 14 من “مهرجان الفروسية التقليدية التبوريدة”، المقام بمحرك “العرجات”، التابعة لعمالة إقليم “سلا” . وذلك من خلال “كوكتيل” غني من العروض الفنية المقدمة مرفوقة بتنظيم محكم. وهو ما منح الأمسية رونق النجاح ومكن من تحقيق نجاح باهر بفقرات لاقت تفاعلا جماهيريا قويا.
الحفل عرف حضور شخصيات وازنة. ضمنها “رشيد العبدي”، رئيس “جهة الرباط-سلا-القنيطرة” ورئيس “جماعة بطانة” والنائب البرلماني “عماد الدين الريفي”. فضلا عن رئيس “جماعة عامر”، “سمحمد كربوب” والبرلماني “عبد الكريم الزمزامي”. ليؤكد هذا الحضور المميز أن دعم المؤسسات هو الركيزة الأساسية لنجاح المهرجانات التراثية.
نجاح ساهم فيه بقوة رئيس “جماعة السهول” والسلطات المحلية وعناصر الدرك الملكي والقوات المساعدة والوقاية المدنية. إضافة لجنود خفاء آخرين أشروا على تفاصيل النجاح ووسموا فقرات المهرجان بتنظيم يرقى لمستوى الحدث الفني الثقافي المقام.
وهكذا ووسط أجواء حماسية وحضور جماهيري غفير وتنظيم محكم لاقى المهرجان النجاح المأمول وعكست فقراته عمق التراث الأصيل. وبالتالي إرسال رسالة لارتباط المغاربة بالفرس اعتبارا للحمولات اللامادية التي ينقلها والتي تتوارثها الأجيال أبا عن جد. عاكسا على أرض الواقع قيمة الحدث كفرصة لتعزيز الهوية الثقافية المغربية. إضافة لأهمية الحفاظ على فنون الفروسية التقليدية، التي تعتبر جزءا أصيلا متأصلا لا يتجزأ من التراث الشعبي.
وقد تضمن الحفل تقديم “كوكتيل” منوع من عروض الفروسية التقليدية، التي أبدع فيها الفرسان بحرفية عالية. حيث رسموا لوحة فنية تنسجم مع عراقة التاريخ وأصالة الموروث المحلي.
تجدر الإشارة إلى أن دستور 2011، يولي أهمية قصوى للتراث الثقافي. حيث ينص الفصل 5 منه على أن “الهوية الثقافية للمغرب راسخة ومتنوعة، وتعد من ثوابت الأمة”. وهو ما يستوجب حماية هذا التراث، وتثمينه عبر قوانين خاصة، ك”القانون رقم 27.00″ المتعلق بحماية التراث الثقافي. الذي يهدف إلى صون الموروث الثقافي المادي وغير المادي.
ويؤكد خبراء في الشأن الثقافي أن تنظيم مهرجانات مثل “التبوريدة” يساهم في تعزيز السياحة الثقافية وبالتالي تحقيق التنمية المستدامة. كما يساهم هذا الحدث في الحفاظ على الهوية الوطنية. حيث يعمل على تشجيع استمرارية الفولكلور المغربي، الذي يشكل ركيزة أساسية في بناء الصورة الإيجابية للمغرب على الصعيد الدولي.
وفي هذا السياق فقد اعتبر باحثون في المجال. أن التراث يمثل الجذور التي تربطنا بالماضي. والأمل الذي يدفعنا إلى المستقبل. وهو ما يعكس أهمية الحفاظ على هذا الموروث، باعتباره مصدر فخر لكل المغاربة. ودعوة للاستمرارية في تطويره وتنويعه.
ويؤكد مختصون أن نجاح “مهرجان التبوريدة”، هو رسالة قوية تؤكد أن الحفاظ على التراث لا يتوقف عند حدود تنظيم الفعاليات فحسب. بل يتطلب أيضا إشراك الأجيال الصاعدة وتوفير السياسات الداعمة. وذلك من اجل ضمان استمرارية هذا الفن العريق كجزء لا يتجزأ من هوية المغرب، وتاريخ شعبه.
تجدر الإشارة إلى أنه قد تم إدراج “التبوريدة” في قائمة “اليونسكو للتراث اللامادي” عام 2021. كما أن الحفل عرف حضورا يفوق 5000 شخص. أي ما يمثل نسبة زيادة تقدر ب40% عن الدورة السابقة. فضلا عن كون المهرجان يعرف مشاركة 300 فارس يمثلون 30 فرقة.
ولتحقيق النجاح المطلوب تمت إقامة 20 خيمة تراثية مع 3 منصات مشاهدة. كما تمت تعبئة 50 موظفا جماعيا لتمكين الحدث من كل سبل النجاح. إضافة لعناصر السلطة المحلية والدرك الملكي والقوات المساعدة. كما تم تجنيد أربع وحدات للوقاية المدنية.