#المغرب – في إطار تقريب المواطنين من المعلومة ذات الصلة بتركيبة الشرطة المغربية، التابعة “للمديرية العامة للامن الوطني”. نقرب متابعينا من دور ومهام واحد من اجهزة الشرطة. والأمر يتعلق ب”فرقة الشرطة السينو تقنية”. وقوفا حول مهامها ودورها في كشف فصول الجرائم المرتكبة.
ف”الشرطة السينو تقنية” هي وحدة أمنية متخصصة ومتمرسة جدا ذات مؤهلات عالية. تم إحداثها من قبل “المديرية العامة للأمن الوطني” لمواكبة فصول الجريمة وكشف تفاصيلها بشكل علمي.
الفرقة تمتلك تكوينا علميا كبيرا بما يمكنها من تقديم حل سريع وناجع ودعم قيم لمختلف الأجهزة الأمنية. ولإنجاح مهماتها تم تزويدها بموارد بشرية ذات كفاءات عالية سواء على المستويين المركزي أو الجهوي. من مكونين في مختلف التخصصات “السينو تقنية” ومروضين وطواقم بيطرية وتقنيين وأطر إدارية. حتى تتمكن من الاستجابة لكافة الطلبات الأمنية.
وتقوم هاته الفرقة بإنجاز مهمات متنوعة. ضمنها الكشف عن المواد المتفجرة الصناعية منها أو ذات الاستعمال العسكري. إضافة للكشف عن مختلف أنواع المخدرات والأدلة الجنائية ذات الصلة بمختلف الجرائم وتعقب آثار مقترفي الجرائم أو الفارين من العدالة والمفقودين.
ونظرا لما راكمته من تجارب نوعية تقدم الفرقة خدماتها لمجموعة من الدول الصديقة والشقيقة.
وتتوفر “الشرطة السينو تقنية” على بنيات تحتية حديثة جدا تستجيب للمعايير التقنية. ضمنها مركز وطني للتدريب يتوفر على مأوى للكلاب وحلبات للترويض وخليتين لإعداد مواد التدريب. إضافة لمصحة بيطرية ومعدات وتجهيزات جد متطورة. فضلا عن توفرها على 17 مقرا جهويا عمليا و22 مقرا آخر في طور الدراسة والإنجاز.
يتم انتقاء عناصر الفرقة من بين حراس الأمن حديثي التخرج والمتطوعين المولوعين بالحيوانات عموما وبالكلاب خصوصا. وتخضع عناصرها لتدريب تخصصي شامل. في مجالات تقنيات الترويض، خاصة معايير الطاعة والانضباط و التركيز. وهو ما يمكن من إرساء روابط للثقة المتبادلة وضمان الانسجام والتناغم بين المروض والكلب. وتأهيل عناصرها لأداء مهمات أكثر دقة من قبيل الكشف عن المتفجرات أو البحث عن المخدرات.
وقد شكلت الدورة الثانية لأيام الأبواب المفتوحة التي نظمتها “المديرية العامة للامن الوطني” مناسبة هامة من أجل تقريب المواطنين من مهام الفرقة ودورها الأمني الهام.
وتقوم فلسفة عمل الفرقة على الاستفادة العلمية من الحواس الفائقة للكلاب، خاصة الشم. وتوجيهها عبر تدريب متخصص لخدمة الأغراض الأمنية والإنقاذية، وهو نهج معترف به عالميا لفعاليته. وعملها يتجاوز الدعم الأمني التقليدي لتشمل نطاقا واسعا وحاسما. ضمنه مكافحة المواد الخطرة، عبر الكشف الدقيق عن المتفجرات في الأماكن العامة، المنشآت الحيوية، المركبات وحتى أثناء التحقيقات. في ارتباط ب”القانون رقم 34.03″ المتعلق بحيازة الأسلحة والذخيرة.
كما تعمل الفرقة على مكافحة المخدرات، من خلال البحث والكشف عن المخدرات بأنواعها سواء في المراكز الحدودية، الموانئ، المطارات. أو خلال عمليات ميدانية ومداهمات مرتبطة بتحقيقات قضائية في جرائم الاتجار. ارتباطا ب”القانون رقم 13.31″ ذا الصلة بزجر الإنتاج والاتجار غير المشروعين في المخدرات والمؤثرات العقلية.
وتساهم الفرقة ايضا بفعالية في عمليات البحث والإنقاذ. سواء في البحث عن الجثث والمفقودين، أو تقفي آثار المجرمين الهاربين، السجناء الفارين والمفقودين. فضلا عن البحث عن ناجين تحت الأنقاض في حالات الكوارث والانهيارات. والكشف عن آثار الدم في مسارح الجريمة، في مسار دعم الأدلة الجنائية. كما تقوم بدور هام في مجال الحفاظ على النظام العام. وذلك عبر دعم وحدات التدخل وتمكينها من السيطرة على الشغب أو حماية الشخصيات الهامة عند الضرورة.
وقد عملت “المديرية العامة للأمن الوطني” على تمكين الفرقة بكفاءات بشرية عالية، وذلك لضمان نجاعة وفعالية مهامها. حيث يخضع عناصرها لتكوين متخصص ومكثف، يخضع العنصر البشري والكلب لتدريب طويل وشاق يركز على الطاعة والانضباط والتركيز المطلق. إضافة لبناء علاقة ثقة وتناغم تام بين المعد والكلب.
وتستفيد الفرقة من الخدمات الكبرى التي تقدمها الكلاب، على اعتبار أن الكلب البوليسي هو أكثر من مجرد أداة. إنه شريك في مهمتنا لحماية المجتمع. فعيونه ترى ما لا نراه، وأنفه يشم ما لا نشمه، وولاؤه لا يتزعزع. وقد أضحت الحاجة ملحة لاستثمار هاته الإمكانات في عالم تتعقد فيه التهديدات. وهو ما يجعل هاته الكلاب قوة مضادة لا تقدر بثمن، تجمع بين الغريزة والتدريب المتقن لخدمة السلامة العامة.