سيدي سليمان، المغرب – تخليدا للذكرى السبعين لتأسيسه، نظمت الامانة الإقليمية لحزب “جبهة القوى الديمقراطية” ب”سيدي سليمان”، أمس الأحد. لقاء تواصليا سياسيا، تحت شعار “جبهة بروح المسيرة ونبض الدولة الاجتماعية”. وذلك بحضور الأمين العام للحزب وأعضاء من المكتب السياسي، إضافة لمناضلات ومناضلي الحزب بالجهة.
وقد عرف هذا الحدث حضورا رسميا وشعبيا مكثفا، ونقاشا مفتوحا سادته أجواء مفعمة بروح المسؤولية والنظرة للمستقبل السياسي ببلادنا بتفاؤل. كما كان فرصة لتعميق العلاقة بين القيادة والقاعدة الحزبية.
ويعتبر “حزب جبهة القوى الديمقراطية”، أحد الأحزاب الوطنية ذات التوجه اليساري. جاء تأسيسه في إطار النضال من أجل بناء الديمقراطية وتكريس حقوق الإنسان. في التزام بالمبادئ الاجتماعية والسياسية التي تضمن التنمية المستدامة وتحقق العدالة الاجتماعية. وذلك في ظل الأوضاع العامة التي تمر منها بلادنا حاليا. وتزايد المطالب الشعبية بالقيام بإصلاحات سياسية وتعزيز الثقة في المؤسسات الديمقراطية.
تجدر الإشارة إلى قانون الداخلي للحزب الحزب ينص على أن التزامه بمبادئ الديمقراطية وحقوق الإنسان. مع العمل على تعزيز التماسك الاجتماعي.
وقد شكل هذا اللقاء الذي عرف حضورا حاشدا ومن مختلف الأعمار والأجناس عمق الهوية والإيمان بأن العمق الجماهيري مطلوب في أي حركة نضالية مواطنية. مع اعتراف بعطاء مناضلين تركوا بصمة إيجابية خلال مسار الحزب وفي المشهد الساسي المغربي من خلال حضورهم المتميز. ويتعلق الامر بالمناضل “محمد العروصي”، أحد الوجوه البارزة داخل الإقليم.
اللقاء كان مناسبة للوقوف على الوضع العام. مع التأكيد على تعزيز الوحدة الوطنية والالتزام بمبادئ الديمقراطية. انسجاما مع مرجعيات الحزب التاريخية وما يفرضه الواقع المتحول من استحضار لقضايا الوطن ومشاكل المواطنين في مخططاته وبرامجه لا انتظار ما سيمنحه الوطن والناس للحزب. مؤكدين على ضرورة تجديد العمل السياسي، والرهان على رموز تتسم بالمصداقية والاقتراب من قضايا المواطنين.
وتفاعلا من الجمهور مع القيادة، طالب الحضور باعتماد “محمد العروصي” قائدا للسفينة بالمنطقة خلال الاستحقاقات الانتخابية المقبلة. معتبرينه الرجل المناسب لتحقيق تطلعات المدينة. على اعتبار أن العمل السياسي أمانة ومسؤولية وإيمان بإسعاد الناس من خلال القرب من نبض الشارع وتجسيد قيم العدالة الاجتماعية والكرامة. وفق إفادة المطالبين.
اجتماع ينعقد في ظل التحولات السياسية والاجتماعية التي يعرفها المشهد السياسي المغربي. مع تزايد المطالب باستعادة الثقة في العمل الحزبي المسؤول.
تجدر الإشارة إلى أن حزب “جبهة القوى الديمقراطية”، تجمع يساري، تأسس عام 1998. حيث يحمل الحزب شعار “الدولة الاجتماعية”. وينادي بضمان الحقوق الاقتصادية وتحقيق العدالة الاجتماعية والمجالية ومحاربة الليبرالية المتوحشة.
ويكثف مفهوم “الدولة الاجتماعية” الذي تضمنه شعار اللقاء، الخط السياسي للحزب. الذي يقوم على ضرورة تدخل الدولة لضمان الحد الأدنى من العدالة. وذلك من خلال انتهاج سياسات إعادة توزيع الثروة، دعم الخدمات الأساسية، (الصحة، التعليم، السكن) وحماية الفئات الهشة، (الفقراء، العمال، صغار الفلاحين).
ويهدف الحزب في إطار استراتيجية عمله لاستعادة الثقة في العمل الحزبي، حيث أن 73% من المغاربة يعزفون عن الممارسة السياسية. وفق تقرير صادر عن المندوبية السامية للتخطيط لعام 2022. ومواجهة تحولات المشهد السياسي بما يميزه من صعود تيارات جديدة وحصول المزيد من التشرذم في صفوف أحزاب اليسار. وترجمة شعار “الدولة الاجتماعية” إلى برامج قابلة للتطبيق في ظل شروط “صندوق النقد الدولي”.