#موسكو، روسيا الاتحادية – عثرت فرق الإنقاذ “الروسية” على حطام طائرة من طراز “أنتونوف-24” كانت قد اختفت عن شاشات الرادار، صباح اليوم الخميس. في منطقة “آمور” بأقصى الشرق الروسي. فيما تم الإعلان عن مقتل جميع ركابها وطاقم الطائرة البالغ عددهم 49 شخصا.
حادثة مأساوية تعكس الحاجة الماسة لإعادة تقييم أساطيل الطيران القديمة وتحسين معايير السلامة في قطاع “الطيران الروسي”.
تجدر الإشارة إلى أن طائرة “أنتونوف-24” (AN-24)” من الطائرات “السوفييتية” القديمة. والتي لا تزال تستخدم بشكل محدود في بعض الرحلات الداخلية والإقليمية. رغم قدمها وتاريخها الحافل بالحوادث. وهو ما يجعل استخدامها احد ابرز التحديات التي تواجه قطاع الطيران في “روسيا”. مما يثير جدلا واسعا حول مدى سلامة استمرار استخدامها. خاصة في ظل تكرار الحوادث التي أودت بحياة العديد من الركاب.
وفي تفاصيل هاته الحادثة المأساوية، فقد فقد برج المراقبة الاتصال بالطائرة، صباح الخميس. قبل أن يتم العثور على حطامها بعد ساعات من البحث، بواسطة مروحية تابعة لهيئة الطيران المدني “روسافياتسيا”.
وقد تم العثور على الحطام محترقا في منطقة نائية من “آمور”. فيما يسود الاعتقاد أن الحادث ناتج عن نشوب حريق هائل أو عن تصادم أو عطل فني.
ويبقى احتمال وجود عطل فني وتقني أصاب محركات الطائرة القديمة التي تتطلب صيانة مستمرة أحد الاحتمالات الواردة. فيما لا يتم استبعاد فرضية الظروف المناخية السيئة التي تضرب المنطقة. والتي قد تساهم في وقوع الحادثة.
ولا زالت التحقيقات جارية لتحديد الاسباب الفعلية للحادثة التي يبقى الجزم فيها رهينا بصدور تقارير رسمية، خلال الأيام القادمة.
وتعرف طائرات “إيه إن-24” المنتمية للعهد “السوفييتي” بمثانتها وقدرتها على التحمل في ظروف جوية قاسية. إلا أن عمرها الطويل يعرضها لمشاكل تقنية وصيانة أكثر تعقيدا. حيث أسفرت حوادث سابقة عن مقتل مئات الركاب. وهو ما يثير جدلا حول ضرورة استبدالها تدريجيا بطائرات حديثة ذات معايير سلامة أعلى.
وتولي القوانين الدولية أهمية كبرى لسلامة الطيران. إذ يتم حظر تشغيل الطائرات التي تجاوز عمرها الافتراضي أو التي لم تخضع لصيانة صارمة. وذلك وفقا ل”اتفاقية الطيران المدني الدولية”، (الاتحاد الدولي للطيران المدني). المشددة على ضرورة تحديث الأسطول وتطبيق معايير سلامة صارمة. إضافة “للقانون الروسي”. ذا الصلة بتنظيم النقل الجوي. والذي ينص على ضرورة فحص وصيانة الطائرات بشكل دوري ووقف تشغيل الطائرات غير المطابقة للمواصفات الدولية. كما أن “الهيئة الفيدرالية للنقل الجوي والفضاء الروسي (روسافياتسيا)”، تبقى مسؤولة عن مراقبة السلامة واتخاذ إجراءات صارمة لضمان تطبيق القوانين. والعمل على تحديث الأسطول بشكل تدريجي.
حادثة تفرض تحديثا شاملا لأسطول الطائرات الروسية مع اعتماد معايير سلامة دولية صارمة. وتعزيز عمليات التفتيش والصيانة ووقف تشغيل الطائرات غير المطابقة للمواصفات. إضافة لتطوير برامج تدريب مستمرة للطيارين ومهندسي الصيانة لضمان جاهزية عالية وبالتالي تقليل احتمالات الأخطاء.