#الدار البيضاء، المغرب – في سياق سياسة أمنية قائمة على تأهيل العنصر البشري الشرطي علميا وتقنيا. عمدت مصالح “ولاية أمن الدار البيضاء” لتفعيل المخططات الصادرة عن المديرية العامة للأمن الوطني، ذات الصلة بدور فرقة الشرطة العلمية والتقنية. وذلك عبر تزويدها بكافة التجهيزات التكنولوجية والموارد البشرية الضرورية لتحليل الأدلة الرقمية واستغلالها في الأبحاث القضائية.
تأتي هاته الاستراتيجية في إطار الاستعدادات الأمنية لتنظيم تظاهرات رياضية كبرى من قبيل كأس امم أفريقيا 2025 وكأس العالم 2030.
وفي هذا السياق أطلقت “ولاية أمن الدار البيضاء” برنامجا يتضمن جملة من مشاريع وبرامج التأهيل المهني والمرفقي. ضمنها الانخراط بشكل كامل ضمن برنامج “STADIA” الذي تشرف عليه المنظمة الدولية للشرطة الجنائية “انتربول”.
و يهدف هذا البرنامج لتقاسم الخبرات وترصيد المكتسبات في مجال بناء قدرات أجهزة الشرطة على تنظيم التظاهرات الرياضية الكبرى. وذلك وفق خطة أمنية واضحة تعتمد كافة الوسائط العلمية والتكنولوجية ضمانا للأمن الفردي والجماعي.
خطة تعتمد على رؤية استباقية لمواكبة التطورات التكنولوجية والتهديدات الأمنية المتجددة من خلال تحديث البنية التحتية. إضافة لتطوير الكفاءات البشرية وتعزيز قدرات التحليل الجنائي. لا سيما في مجال الأدلة الرقمية.
إجراءات تفرضها ما يشهده العالم من تطور في شكل الجريمة وظهور تهديدات إرهابية وإجرامية معقدة. والتي تقتضي اعتماد أحدث الوسائل التكنولوجية في العمل الأمني. خاصة مع تزايد الاعتماد على الأدلة الرقمية، وتحليل المعلومات التقنية. وهو ما يتطلب تجهيزات متطورة وموارد بشرية مؤهلة. وهو ما تسعى لتحقيقه “ولاية أمن الدار البيضاء” بشكل مكثف، تماشيا مع التوجيهات العليا للمديرية العامة للأمن الوطني.
وفي هذا السياق عملت “ولاية أمن الدار البيضاء” على تحديث وسائل العمل الشرطي من خلال تزويد الفرقة العلمية والتقنية بأجهزة تكنولوجية حديثة. بما يمكنها من تحليل الأدلة الرقمية واستغلالها بشكل فعال في البحث والتحقيق. وفقًا للمادة 20 من “القانون رقم 08-31” المتعلق بمحاربة الجريمة المعلوماتية. والتي تؤكد على أهمية استعمال الأدلة الرقمية في الإثبات القضائي.
وفي مجال تطوير الجانب البشري. أطلقت المديرية برامج تدريب متخصصة لضمان تكوين عال للعناصر الأمنية. حتى تكون قادرة على التعامل مع أدوات التحليل التقنية وتفسير البيانات الرقمية. وهو ما يعزز من قدرات الشرطة في مكافحة الجرائم المعقدة.
خطوات تأتي ضمن الاستعدادات الأمنية وفي خطة استباقية لضمان تنظيم تظاهرات رياضية كبرى بأمان. حيث يتم تجهيز الفرق الأمنية بالمعدات والتقنيات الحديثة. مع وضع خطة محكمة للانتشار وتحليل المخاطر وتدريب العناصر على التعامل مع الأحداث الكبرى.
كما شكلت المشاركة في برنامج “STADIA”. وهو أحد المبادرات التي أطلقتها “المنظمة الدولية للشرطة الجنائية “انتربول”” إضافة نوعية. وذلك من خلال مساهمة البرنامج في بناء قدرات أجهزة الشرطة على تنظيم وتأمين التظاهرات الرياضية الكبرى. وبالتالي تعزيز التعاون الدولي في مجال مكافحة الجرائم المنظمة، وفقًا للاتفاقيات الدولية ذات الصلة.
تجدر الإشارة إلى أن المادة 12 من “القانون رقم 05-07″، المتعلق بمدونة الشرطة الإدارية. ينظم عمليات التدخل وتدبير الطوارئ. كما يحدد صلاحيات الشرطة في حفظ النظام. مؤكدا في الوقت نفسه على ضرورة احترام حقوق الإنسان أثناء أداء المهام الأمنية. فضلا عن “القانون رقم 08-31″، ذا الصلة بمحاربة الجريمة المعلوماتية. والذي يطرح مجموعة من التدابير لمكافحة الجرائم الرقمية. مشجعا على استعمال الأدلة الرقمية في الإثبات، مع ضمان حماية البيانات الشخصية.
خطوات تندرج ضمن التوجهات العامة للمديرية العامة للأمن الوطني القائمة على مفهم أن “الأمن ليس مجرد وضع استثنائي. بل هو ثقافة تبنى على العلم والتكنولوجيا والتعاون”. وأيضا على أن “الأمن الحقيقي هو الذي يبنى على العلم والتكنولوجيا. ويعزز من قدرات الإنسان على حماية المجتمع”.